بتنبيه من الركاب
تفطن السائق لخلل خطير لا يحمد عقباه يطرأ في محرك الحافلة، -الكثير من أهل
المنطقة يعلم بذلك الخلل-، حيث يتردد على
الألسن"اللي عطا الله هو هذا"، كادت أن تحدث كارثة غير مسبوقة، بسبب
امتلاء المقاعد والممر أيضا، وبسبب الحرارة التي بدأ موسمها، وبسبب قدم الحافلة
وحالتها المهترئة على مسوى المحرك والهيكل وكل شيء، مما زاد من فرضية حدوث ما لا
يتمناه الركاب، الذين لهم رغم في الوصول عند أهاليهم وذويهم، ورغبة في قضاء
مآربهم.
فعلا، هذه الحافلة يعرفها الكل حالتها التي تجاوزها
الزمن وعفى عنها الدهر، إذ لا تصلح إلا للاحتفاظ بها في متحف أو تصلح أن تركن في
بستان وتستخدم كمأوى للدواجن.
أليس هناك أجهزة وإدارة تراقب صلاحية العربات والحافلات
العمومية والخاصة، وهل حياة المواطنين رخيصة إلى هذا الحد لما لا نوفر لهم البدائل
المناسبة قبل أن يلجؤوا لامتطاء نموذج "حافلة الموت"، أليس للجماعة
الترابية للجبهة ولعمالة شفشاون رأي ومقترح في الموضوع، أم أنهم لا يعرفون حتى
أبسط معلومة عن حالة هذه الحافلة وغيرها، أليست وسائل النقل هي العامل الأساسي لفك
العزلة عن المنطقة ولتسهيل حركة التنقل والسفر لصالح الساكنة من وإلى الجبهة
والنواحي، ألا توجد شركات أخرى بإمكانها ملأ هذا الخط الساحلي الحيوي بأكثر من
حافلة من النوع الجيد ؟!
لولا الألطاف الإلهية واحتجاج الركاب كان اليوم -24
يونيو 2023- سيكون يوما مأساويا، بسبب الحالة السيئة لهذه الحافلة التابعة لشركة
(ط...).
ورغم احتجاجات الركاب الذين ظلوا في العراء في
"أعرقوب" ما بين مركزي أمتار وبواحمد، في حالة قلق وخوف ودون توفرهم على
ما يلبي حاجياتهم الضرورية، وبينهم نساء وأطفال.
إلى متى سيبقى الطريق الساحلي رغم أهميته، بلا حافلات
عصرية في المستوى، أين البرلمانيين وأين رؤساء الجماعات وأين السلطات، من هذه
المعاناة التي تهدد حياة المواطنين، تهديدا قد يودي بحياة أزيد من 50 راكبا وراكبة
في حادث واحد، وهذا غير مستبعد إن استمر وجود حافلات من هذا النوع، رغم كل
الاحتجاجات والاستنكارات، لم نسمع بجديد يطمئن مستعملي هذا الخط على إيجاد حل.
كفى من الاستهتار بحياة المواطنين، وعلى الدولة أن تتدخل
لإيجاد حل بتوفير حافلة أو أكثر من النوع الممتاز اللآئق بأهمية الشريط الساحلي
وبقداسة حياة المواطنين، سكانا وسياحا.