حجاج نعيم /
إبن أحمد
المناضل عبد
الاله حسني ازداد من رحم مدينة ابن احمد
سنة 1968 و تابع دراسته حتى المستوى المتوسط الثاني أنذاك ، ترك التاريخ يسجل و
يشهد على يومياته التي تتسم بالشهامة و النضال المستميت و تضحياته بمصروفه اليومي
من دخله الذي جمعه من تجارته الصغيرة بيع السجائر بالتقسيط ، لن يبخل حسني يوما ما
على السفر لمواكبة اطوار المقابلات التي كان يخوضها فريق اتحاد ابن احمد لكرة
القدم بالتشجيع و النقذ في لاعبيه و المسيرين عندما تكون النتيجة سلبية ، رغم مرضه
و اعاقته و اصابته بداء الصرع ظل مناضلنا عداءا شرفيا بمدينة ابن احمد مشاركا في
جميع التظاهرات التي كانت تنظم على الصعيد المحلي و الجهوي ، عاش عفيفا لا يرضى
يمد يده لاحد ، اتسم بمعرفته التامة للاحزاب الوطنية و ظل واثق بانبثاق كل تنظيم
يساري او ليبيرالي او اسلامي ، كان عبد الاله و لازال يكره حزب اتحاد الدستوري و
لا يأكل الليمون و لا يرتدي اي لباس بلون برتقالي ، مدعيا انه تنظيم من صنيعة
البصري و كان اهله سببا في فقع عينه ، انخرط عبد الاله منذ نعومة اظافره في
الشبيبة الاتحادية و بات يحب حزب الاتحاد الاشتراكي حتى الجنون يسلم على الوردة
متى رآها نابتة او مصورة بجريدة او لباس و من بين تضحياته للنضال و هو ما عرفته
مدينة إبن أحمد خلال التجربة البرلمانية لسنة 1993 من أحداث دامية و اعتقالات
واسعة في صفوف المناضلين الأحرار ، و كانت ضريبته غالية حينما تعرض لفقع عينه
اليمنى بواسطة لكمة بوليسية براديو الإتصالات و الفاعل ضابط شرطة الذي يستعمل الآن
حفاظات ( البول و الغائط ) و لم يطالب عبد
الإله يوما من الدولة تعويضا عن الضرر الذي لحقه ، مرت الايام و كان من بين
المؤسسين لحزب التقدم و الاشتراكية بمدينة ابن احمد يوم كان النضال شبح مخيف في
وجه خونة هذا الزمان الذين اصبحوا يتغنون بالنضال و الحزبية و كان عبد الاله صديق
للزعيمين التقدميين ( علي يعته و إسماعيل العلوي ) و بين الفينة و الاخرى ظل ينظم
زيارات صداقة لهما بمقر حزب التقدم و الاشتراكية و مدمن على قراءة جريدة البيان
اللسان الناطق بالحزب أيام كان يسأل عند بائع الصحف عن مقتني جريدتي البيان و
الاتحاد و الاشتراكي بالقلعة المناضلة (
إبن أحمد ) . عبد الاله ظل وفيا لحزب التقدم و الاشتراكية و ترشح باسمه تجربتين و
قام حملة انتخابية نظيفة شاركه خلالها الاطفال الابرياء رددوا وراءه شعاراته
اليسارية المعهودة التي يثقنها و هو يفضح لوبيات الفساد ، نظم عبد الاله وقفات و
مسيرات انفرادية مرتديا الراية الوطنية حاملا مكبر الصوت مرددا الشعارات بصوته
المبحوح و الخافت رغم المرض يسب و يقذف من نهب اموال هذه المدينة مطالبا بالاصلاح
و الضرب على ايدي الخونه ، لن ترى وقفة احتجاجية بمدينة ابن احمد او مسيرة و لن
تجد عبد الاله إلا و يتزعمها حاملا شارة النصر
و لم تسلم حتى الرياضة من هوايات عبد الإله المفضلة ، فكان عداء متألقا من
ذوي الاحتياجات الخاصة و قد شارك عدة ماراطونات بالمدينة و فاز بجوائز شرفية
بالقلعة المناضلة و الصامدة إبن أحمد و خارجها .... اليوم مناضلنا يقاسي اضطربات
مرضية و اوضاعه المادية ضعيفة يحتاج الى زيارة أو مساعدة من مناضلي الأمس و سنوات
الرصاص أو اعيان امزاب و لو بتنظيم حفل تكريمي لما قدمه هذا الهرم المناضل الذي
اخترق الاعاقة و سجل اسمه بمداد من ذهب في سجلات التاريخ بالقلعة المناضلة ( مدينة
ابن احمد ) .... اين اهل امزاب ؟ و اين اهل اليسار ؟.