ومدينة فاس ككل المدن المغربية، كانت على موعد مع
مناضلات ومناضلي الإتحاد المغربي للشغل، بملعب الحسن الثاني، الذي شهد فيما مضى
صولات وجولات الإتحاد المغربي للشغل، وصدى أصوات المناضلين لازال يتردد بمختلف
جنباته، شاهدا على أن الإتحاد المغربي كان دائما وأبدا يشد عضد العامل المغربي،
ويسانده ويآزره، هكذا كان لسان حال كل مناضل يقول، وهو يردد
الشعارات التي تعبر عن غضبه من حكومة لم تعبأ بحاجته وحاجياته، بل ضيقت عليه إلى
أبعد الحدود، فلا هي تركت الأسعار على حالها، ولا هي أهلت أجرته لأن تكون على
استعداد للوقوف في وجه غول غلاء الأسعار.
ما جعل الأمانة الوطنية لنقابة الاتحاد المغربي للشغل،
في بلاغ لها تعبر عن استيائها العميق وتصرح "انه من غير المنطقي أو المقبول
التحجج بالتقلبات الدولية والاختباء وراء الأزمة الطاقية لتبرير التدهور المستمر
والخطير للقدرة الشرائية للأجراء وللطبقة المتوسطة وللفئات الهشة والفقيرة من عموم
المواطنات والمواطنين، في الوقت الذي نشهد فيه نمو ثروات الفئات المحظوظة وبزوغ
فئات تغتني وتستفيد بدون وجه حق من الأزمة ومن اختلالات سلاسل التوريد والتسويق
والمضاربات واحتكار السوق".
وبعد الكلمات التي أرخى عليها غلاء الأسعار بظلاله،
ومطالبة الحكومة ب "التحرك العاجل والقوي لاستتباب الأمن الغذائي الوطني
وعودة أثمان المواد الأساسية لمستوياتها السابقة".
جابت مسيرة الاتحاد المغربي للشغل وفق مسار محدد، شوارع
العاصمة العلمية، والحناجر تصدح بمختلف الشعارات التي تندد بالحكومة، وعجزها البالغ
في معالجة الملفات الإجتماعية المطروحة على طاولتها، مطالبة إياها بالكف عن
الإجهاز على حقوق العمال، أو التضييق على الحرية النقابية.
واختتمت هذه الإحتفالية في جو من المسؤولية والإيمان
العميق، بأن الظرفية التي تمر بها بلادنا تستوجب المزيد من التعبئة واليقظة، وتلزم
عموم الطبقة العاملة إلى رص الصفوف والتوحد تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، دفاعا
عن الكرامة وعن القدرة الشرائية وللحفاظ عن حقوقها ومكتسباتها..