بقلم سري
القدوة سفير الاعلام العربي في فلسطين/رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
سلطات
الاحتلال تجاوزت كل الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة والتي ستؤدي إلى الانفجار
الكبير كون ما يقوم به الاحتلال من المساس بالمقدسات كما حدث في المسجد الأقصى
والاعتداء على المصلين والقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يعد حربا شعواء
على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والتي ستشعل الحرائق في المنطقة .
ما جرى من
عدوان إسرائيلي على المعتكفين في المسجد الأقصى المبارك يعد جريمة بشعبة يجب ان لا
تمر دون عقاب ولم تكترث حكومة الاحتلال لكل النداءات العربية والدولية والتفاهمات
التي جرت في العقبة وشرم الشيخ بل وأصرت على ان تغرد خارج السرب وعملت بشكل ممنهج
ومدروس على تنفيذ اقتحامها للمسجد الاقصى خلال شهر رمضان الفضيل ولم تحترم العرف
الذي يمنع غير المسلمين من أداء طقوس دينية، في ثالث أقدس مكان للمسلمين بعد مكة
المكرمة والمدينة المنورة .
عدوان
الاحتلال يتمدد في جرائمه بحق المسجد الأقصى ويشكل تهديدا جديا على المقدسات
الاسلامية والمسيحية وعلى الشعب الفلسطيني أن يكون حاضراً بكل مكوناته للمواجهة في
ظل محاولات حكومة اليمين المتطرف المستمرة لتحويل الصراع إلى ديني وتقسيم المسجد
الأقصى زمانيا ومكانيا خلافا للوضع التاريخي والقانوني الذي لن نسمح به إطلاقا وهي
محاولات لا يمكن إلا أن تؤجج الأوضاع وتقود إلى مواجهة وحرب لا تحمد عواقبها
وتتحمل مسؤوليتها حكومة الاحتلال وحدها، ويجب تحرك الجماهير الفلسطينية في الضفة
و48 للتوجه إلى المسجد الأقصى وحمايته وأنه على الجميع أن يتحمل المسؤولية فلسطينيا
وعربيا وإسلاميا .
الشعب
الفلسطيني لقادر على حماية مقدساته وأرضه ويمتلك مقومات الصمود والإصرار والإيمان
بعدالة قضيته واستعداده الدائم للدفاع عن حقوقه وأرضه ومقدساته وحماية المسجد
الأقصى والرباط والاعتكاف فيه والتصدي للاقتحامات ودعوات ما يسمى ذبح القرابين،
ولا بد من تصعيد الزحف الجماهيري للقدس والمسجد الاقصى وإبداء الاعتزاز الكبير
بصمود أهلنا في عاصمتنا الأبدية القدس وبكل المرابطين والمعتكفين الذين يلتصقون
بقدسهم وحقهم ويتصدون رغم قوة البطش والعدوان للاقتحامات المتكررة كون ان هذا
المكان المقدس وهم يدافعون عن كرامة الامة، وفي الوقت نفسه نتمنى الشفاء العاجل
للجرحى من المعتكفين والحرية العاجلة للمعتقلين .
صمت المجتمع
الدولي وعدم محاسبة اسرائيل يشجعها على الاستمرار في عدوانها متجاهلة كل قيم
القانون الدولي ويجب على الإدارة الأميركية عدم الوقوف متفرجة على هذه الجرائم
التي يرتكبها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وأن القدس بمقدساتها هي عاصمة دولة
فلسطين ويجب أن لا يخطأ أحد في تقدير حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه
ومقدساته .
اقتحام المسجد
الأقصى من قبل قوات الاحتلال والاعتداء على المصلين بهذه الوحشية يتطلب التحرك
العاجل ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم في حماية المقدسات والمصلين من بطش الاحتلال
ولا بد من التحرك وإجراء الاتصالات وتنسيق المواقف مع الأشقاء العرب والعديد من
الدول وخاصة الصين لوقف عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك والمصلين .
حكومة
الاحتلال تتحمل كامل المسؤولية عن أي تدهور وعليها التصرف بمسؤولية وأن توقف هذا
العبث الذي سيكون له نتائج خطيرة على الجميع بصفتها قوة احتلال وعدم تنكرها
للالتزامات والأعراف الدولية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، ويجب على الامم
المتحدة العمل على منح الحماية القصوى وغير المشروطة للشعب الفلسطيني في الأرض
المحتلة بما يشمل ضمان حرية العبادة .