بقلم حورية
اقريمع
الحلقة
الأولى
...إرتفع صوت
وليد بالبكاء فجأة، فاستيقظت أمه فزعة من نومها أشعلت المصباح المقابل لسرير الطفل
فانبعث منه ضوء خافت كشف عن دموع الصغير، أخذته بين ذراعيها وضمته إلى صدرها وقربت
الحلمة من فمه الصغير وتركته يمتص حليبها إلى أن عاوده النوم مجددا. أما ضياء فقد
نظرت إلى الساعة وجدتها تروم إلى السادسة صباحا أزاحت عنها فراشها وذهبت مسرعة إلى
المغسل توضأت وصلت الصبح، قصدت المطبخ وهيأت الفطور تناولت القليل منه وقبل أن تهم بالخروج لثمت
وجنتي وليد ومريم وأوصت هذه الأخيرة أن تهتم بأخيها ريثما تعود من عملها مساء.
كان الظلام
لايزال يرخي سدوله على الدور والطقس بارد جدا، دلفت الشارع بخطى حثيثة...السكون
يملأ المكان كله، وصلت الحافلة فاستقلتها دون تلكئ منها أخذت مكانها كعادتها بجانب
النافذة وبعد وصول الحافلة إلى مصنع النسيج حيث كانت ضياء تعمل به منذ ما يربو على
الستة أشهر...نزلت وتوجهت من فورها إلى الداخل وبعد أن لبست وزرة العمل انخرطت في
لف الخيط على آلة الخياطة وبدأت في
الحياكة .
كانت منهمكة
جدا عندما نبهتها زميلتها التي تجلس قبالتها إلى أن المدير يريدها..
....قالت
بعصبية بادية على محياها : آآه لكم مللت ذاك الحقير في كل مرة يطلب مني المثول
أمامه إنه لا يكف عن معاكستي يا حليمة
أردفت حليمة
قائلة: لا تتعجلي في الحكم عليه ربما يودك لأمر غير الذي تفكرين به.
الجميع على
علم بتصرفاته يا أختي كما ترين لكنهم يتسترون عليه خوفا من بطشه لكنني أقسم أنني
لن أكون لقمة سائغة له ولن يحصل مني على ما يريده.
أرجوك ضياء
فكري في مستقبلك ومصير أسرتك الصغيرة ، فقد تعبت كثيرا حتى حصلت على هذا العمل
تركت ضياء
حليمة واتجهت صوب جناح الإدارة وهي ترغد وتزبد طرقت الباب: فجاءها صوت المدير يأذن
لها بالدخول.
دخلت
بتوؤدة وألقت التحية ، رفع رأسه وأخذ ينظر
إلى جسدها الممتلئ بعينين زائغتين وبابتسامة ماكرة لا تفارق فاه، ثم تقدم نحوها
وسحب الخمار من على رأسها وأردف قائلا: لماذا تخفين شعرك الساحر علي
ردت: الطقس
بارد جدا وأخشى أن أصاب بنوبة برد
سكت قليلا ثم
أردف: هل فكرت في الموضوع أم لا زال يلزمك بعض الوقت ؟!
....يتبع