ذ. ادريس قصوري
ما لم يقله
لكم الحليمي”المحترم” والمتربع على كرسي مؤسسة مهمة منذ زمن طويل دون أن تكون له
جرأة خروج خرجته الإستثنائية الأخيرة إلا بعد أن فات الأوان واخترق السكين العظم
وطحن الجشع المواطن وتم تفويت الأراضي والضيعات العمومية للخواص، منذ زمان ، هو أن
مضاربي المواد الغذائية من سلع وخضر الذين قالوا عنهم:”خونة الوطن” إلى جانب
محتكري الغازوال وغيرهم من كبار المضاربين قد استولوا على كبريات الضيعات الفلاحية
بدرهم رمزي ولا يدفعون حتى الثمن الزهيد للكراء وجعلوها للتصدير و طردوا العمال
وتركوا الأراضي ومرافقها للضياع ومنشآتها للخراب وحولوا الأراضي المجاورة للبحر
والوديان والجبال والغابات إلى منتجعات سياحية خاصة ب ولعلية القوم كما حولوها إلى
مناطق”صناعية!!” تفوت بدرهم رمزي لفلان وعلان. وحولوا أراضي صغار الفلاحين لسكن
فاخر لراحتهم وعطلة نهاية الأسبوع وللقصاير الحمراء والليالي الزاهية والوردية وهي
التي كانت أراضي الزراعة الموجهة للاستهلاك الداخلي.
وابحثوا عمن
يستولي على أكبر الضيعات في أكادير والغرب وسايس وواحات الرصاني والصحراء .وابحثوا
عمن استولى من أطباء ومهندسين وقضاة وتجار وعمال و باشوات ومسؤولي الإدارة
الترابية بمختلف الأقسام والإطارات والدرجات على أراضي صغار الفلاحين بأثمنة بخسة
وزهيدة وحولوها إلى سكن ثان للعطلة ونهاية الأسبوع ولاجتماعات الصفقات والمناورات
على الشعب ودفعوا أبناء الفلاحين الصغار إلى الهجرة إلى المدن عالة على الأحياء
الشعبية أو دور الصحيح يمتهنون التسكع أو الفراشات أو دكاكين/الكروسة من دون قدرة
على العمل بالمدينة لعدم الأهلية أو اشتروا قوارب الموت نحو الخارج.
ما لم يقله
لكم السيد الحليمي،هو أن مشاريع تجهيز البادية المغربية بالماء والكهرباء وتحديث
البنية التحتية بها كان مخطط مناورة وخدعة استراتيجية لإفراغ الفلاح من أرضه
وتفويتها للوافدين الجدد ممن لا علاقة لهم بالفلاحة والزراعةوأن البادية المغربية
تحولت من الإقطاعيات الموروثة عن الإستعمار الفرنسي والإسباني الممثلة سابقا في
أعيان وشيوخ البادية المغربية.وهي كانت تمثل فئة متعفنة صغيرة وقليلة إلى ضيعات
فلاحية اليوم منهوبة بشتى التحايلات الإدارية وغير منتجة.يحصل اصحابها على كل
أنواع الدعم السنوي من مختلف الوزارات وكل “مشاريع الدعم” دون حسيب ولا رقيب.وأصبحت
البادية المغربية مثقلة بالإداريين والموظفين والمسؤولين باسم الإستثمار الكاذب
والفلاحة المخادعة والعملة المزيفة والمشاريع الوهمية.
فئة راكمت
السلطة والمال والثروة الإدارية الحرام ولا ينقصها سوى التبرجز والنخوة البدوية
والطبيعة أوالقصور الفيحاء والخيل المسومة والرماية والسباحة والسياحة.فئة تبحث عن
كل الحيل والمبررات للحصول على كل أنواع القروض البنكية ولا تسترجعها وبالأحرى
استرجاع الفوائد. وهي فئة عريضة اليوم بالبادية التي لم تعد مجالا للفلاحة وإنما
أصبحت فضاء للبرجزة المتعفة والمريضة بطقوس النخوة الزائفة والترقي البئيس عل حساب
أولويات الوطن وأساسياته وضرورياته الغدائية وأمنه واستقراره.
ما لم يقله
لكم السيد الحليمي”المحترم” هو أن أموال دافعي الضرائب والمال العام من صغار
الموظفين و المواطنين من درجة ثانية و ثالثة تذهب لجيوب وارصدة الكبار باسم الدعم
ودعم الإستثمار وتحول إلى الخارج وتعطى سخاء لدعم الجمعيات الحزبية
و”،المدنية”و”الثقافية” بدون فائدة وتصرف دعما لمشاريع شيخات رمضان/و المسلسلات
الحامضة والتي تصرف سخاء على التافهين و صناع التفاهة من أمثال طوطو وزعطوط وهز
البوط وهش ومش وأخواتهما. وهي أموال سائبة يحرم منها الفلاح الصغير لخدمة أرضه
وتوفير الحاجات الضرورية من المواد المخصصة للإستهلاك الداخلي حماية للسيادة
الغذائية بروح وطنية عالية وبتضحية وتفان لا مثيل لهما.
ما لم يقله
لكم السيد الحليمي”المحترم”هو أن حكوماتنا المتعاقبة والمتسلطة على شؤوننا قد خانت
البادية المغربية وأساءت للفلاح والفلاحة على مدىأكثر من 20 سنة متتالية ومتراكمة
وأنها خانت الأمانة والقسم والشعار وكل الرموز والقيم الوطنية وسارت ضد تيار
الوطنية والمواطنة والديمقراطية والعدالة الإجتماعية حتى أصبحنا اليوم مهددين في
قوتنا وغدا في وجودنا ومستقبلنا، نعيش بين سكتة قلبية وأخرى دماغية بسب الجشع
واللامسؤولية والسياسات الأحادية الفوقية والطبقية الني لا ترحم ولاتفكر في مصير
المغرب بقدر ما تفكر في ولوج وتوسيع نادي 5800 ملياردير حسب آخر التقارير.
السيد الحليمي
هو جزء من المشكل مثل غيره. يجب أن يسأل،لماذا سكت كل هذا الوقت ؟ولماذا لم يقل
الحقيقة كاملة وكما هي؟ولماذا حصر الازمة في الظروف الطبيعية والمناخ ومتغير الحرب
والتضخم الآتي من الغرب ومن الخارج؟ولماذا لم يطلع المغاربة على عدد الأراضي
المغربية التي يساء تدبيرها اليوم؟ومن هم المستفيدون منها؟وكم هي مساحاتها ؟وماهي
مناطقها الخصبة؟وما هي وضعية الفلاح الصغير اليوم المحروم من الدعم والذي هجر
الأرض وغادر إلى المدينة؟ وأين تذهب أموال الدعم؟ومن هم المستفيدون منها؟ولماذا
تعطى أموال الدعم بالملايير لمشاريع التفاهة والرقص والشيخات على حساب الفلاح
الصغير؟ولماذا قضمت الحكومات المتعاقبة الأراضي الفلاحية لحساب الكماليات والزينة؟
وعلى حساب الأولويات الفلاحية؟.
ولماذا لم يقل
لنا السي الحليمي كيف تحول الساحل المغربي مثلا من أراضي فلاحية إلى منتجعات
ومنتزهات وكباريهات؟لا يكفي ان يخدعنا السيد الحليمي بتأكيده على التضخم ولا على
غياب مراقبة السوق ولا بالحديث عن الجفاف ولا بأن الأزمة ستدوم وليست عابرة.
كل شيء كان
منذ زمان يمهد للأزمة ويعمقها بسياسات حكومية لاشعبية كانت تنسج وتفعل على مرأى
ومسمع من السيد الحليمي الذي لم يقل ولو كلمة واحدة إلا بعد فوات الأوان واغتنى من
اغتنى ولم يبق في الجسد لحم للوزيعة. لهذا السبب لا تنسوا الدعاء اليومي و عند كل
صلاة طيلة شهر رمضان .