adsense

/www.alqalamlhor.com

2023/04/14 - 12:21 ص

عبدالإله الوزاني التهامي

             التصوف طريق العمل الإنساني في عرف العارفة بالله للاالهاشمية

لم تقتصر حركة الشريفة للاالهاشمية على العمل التعبدي الذي هو السبيل لنيل رضى الله والتدرج في مدارج الإحسان، بل وإلى جانب دعمها  واحتضانها   للفكر الصوفي،  فقد اهتمت هذه الصالحة الزاهدة، بما تهتم به المرأة الواعية عموما  في مجالات الحياة المختلفة، من أعمال اجتماعية تبدأ بإشاعة ثقافة التواصل والتعاضض  والتآزر وتقوية أواصر الأخوة والدين، فاعتبرت للا الهاشمية في هذا الجانب علما شامخا أنار صرح المرأة الغمارية بالشواطئ و الجبال على حد سواء، حيث قد عرفت بتنظيمها لموسمين سنويين بزاوية أخيها احتفاء بالمرأة وتعظيما لشأنها: موسم في نهاية فصل الحصاد، تجتمع فيه كل القبائل، يتم فيه تقييم الموسم، وتمتين التواصل وتقوية الروابط والتعاون والتصالح، وموسم  آخر بمناسبة المولد النبوي الشريف، يكون خاصا بمجالس الذكر والمديح والاحتفاء بمولد خير البشرية صلى الله عليه وسلم ، ويتم فيه أيضا مساعدة ومباركة الزواج ومباركة المواليد والختان، فضلا عن لقاءاتها اليومية والأسبوعية والشهرية  مع نساء غمارة. في هذه الفترات التاريخية كانت غمارة بمثابة جسد واحد، لا تباغض ولا أحقاد ولا صراعات بين الأهالي، بل سادت  بين كل الساكنة معاني  الإخاء والمودة والتعاون على البر والتقوى.

     و لـ”للا الهاشمية” ذكريات محفورة بشاطئ اشماعلة، كدليل على انفتاحها وذوقها الجمالي، وإيلائها الأهمية المستحقة للترويح عن النفس والاستجمام، والتواصل المثري الإيجابي مع نساء غمارة وغيرهن، والدليل كونها اتخذت من الشاطئ المذكور مكانا قارا لها، يسمى لحد الساعة لدى الأهالي ب”ضروة للا الهاشمية” المحاذي للمرسى، ويرجع لها الفضل في تسمية قرية اشماعلة بهذا الإسم “اشماعلة” أي الشريفة المتوضئة المضيئة.

      إن نساء غمارة،  أو الوافدات على غمارة العظيمات، في حاجة ماسة لأن ينفض غبار النسيان عن بصماتهن وتاريخهن الحافل بالعطاءات، لصالح المنطقة ككل، ولصالح أبنائها، سواء منه  ما يخص العمل الاجتماعي والعمل الثقافي والعمل التعليمي والتربوي، حتى لا تحرم الأجيال الصاعدة من فهم و استيعاب تاريخها،  وحتى لا نبخس ولا نجحف المرأة الغمارية حقها، التي يشهد الأرشيف الإسباني والبرتغالي على أثره  البالغ،  قبل أن تشهد وثائقنا الوطنية الشفهية والمخطوطة بذلك.

   يذكر أن ضريح للا الهاشمية، تم قبل أعوام  إصلاحه وترميمه، تفاديا لسقوطه، حتى يظل معلمة شاهدة على ما قدمته امرأة استثنائية من أعمال جليلة لصالح الأمة والوطن، إذ ليس الضريح هو المقصود  في حد ذاته، و إنما دفينته، التي يحتاج السكان أمثالها، إن على مستوى  التدين والسلوك إلى الله أو على مستوى الأعمال الاجتماعية والثقافية، وغيرها.

   للا الهاشمية امرأة  سليلة العترة النبوية الشريفة، ابنة مولاي التهامي "الشيخ السامي مول السوق الحامي صاحب الجلالة" ابن مولاي محمد بن مولاي  عبدالله الشريف، سليل المولى إدريس الأكبر، وبواسطته رضي الله عنه تصل للا الهاشمية إلى جدها الأكبر سيدنا  علي بن أبي طالب زوج  جدة آل البيت الأطهار  سيدتنا ومولاتنا للافاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد رسول رب العالمين وخير خلق الله أجمعين ، فهي ــ للا الهاشمية ــ بناءا على هذا “مفخرة” لغمارة وللمغرب، نحتاج إلى تسليط أضواء كاشفة على سيرتها و أسرارها، لتعم  الفائدة المستقاة من حياتها  العالمين .