بقلم امال عبد
الرسول
ينابيع للوفاء
والعطاء
بفضل الله،
وعلى الرغم من آلام الجسد ومعاناة النفس مع تعقيدات الإجراءات الإدارية، على الرغم
من تداعيات الأشعة المتنوعة ولهيب التكاليف، بقيت محافظة على طبعي المتفائل. يقول
أحد المفكرين "السعادة ليست في الجمال ولا في الغنى ولا في الحب ولا في القوة
ولافي الصحة، السعادة هي في استخدامنا العاقل لكل هذه الأشياء".
لقد تلقيت
نتائجla sintifie osseusse وكلي أمل أن الغد سيكون أفضل وأجمل. وبالفعل، كانت النتيجة مشجعة.
تنفست الصعداء، وقادني طبعي المتفائل، وما يمنحني من طاقة إيجابية، إلى الأمل في
طي صفحة هذه العلل الفتاكة التي سكنت كياني خلال كل هذه الأيام والشهور. تذكرت
دعاء لالة حكيمة لي الذي تقول فيه: " الله يعطي لهَاذْ الأمراضِ لِّي فيك نوم
أهل الكهف". وهو الدعاء الذي صرت أردده في كل لحظة وحين. بفضل الله، وكما
أسلفت، النتائج تبشر بالخير، على الرغم من بعض الوهن والإرهاق والآلام التي ما
تزال ترافقني. إلا أنني، وأنا أغترف دائما من معين الطاقة الإيجابية التي تقوي في
نفسي روح التفاؤل، أظل أحتفظ بالأمل في أن تغادر الكيان الذي يا طالما سكنته.
مرة أخرى،
أستحضر الحديث النبي الشريف: " من لا يشكر الناس، لا يشكر الله ". في
هذا السياق، لا بد أن أقف عند شخص، مهما قلت، لن أستوفيه حقه. ففضله عليَّ، بعد
فضل الله، كبير وكبير جدا. هو بمثابة الشمعة التي تحترق من أجل أن يبث نورها في
نفسي الصبر والطاقة على التحمل. يتعلق الأمر بمن شاء الله أن أرتبط به بالميثاق
الغليظ، إنه زوجي. لقد كان رفيقي في هذه الرحلة القاسية، يشاطرني آلامي وقلقي. كان
يبدو كفارس في ساحة الوغى، شاهرا سيف الصبر والدعم وروح الإيثار. رغم كل تلك
الظروف، وإضافة إلى نهوضه بأعباء واجباته المهنية، والتكاليف الباهظة التي كان
يستلزمها العلاج، لم يكل ولم يتعب ولم يتخل عن الوقوف إلى جانبي. كثيرا ما كان
يردد، كلما ضاق بنا الحال، واستنزفت إمكانياتنا، " فصبر جميل والله المستعان
". كان، كلما جف الرصيد، يبادر إلى تقديم شيكاته، كضمان لدى الصيدليات
ومختبرات التحاليل والأشعة، عندما تكون الأثمنة والتكاليف مرتفعة. أذكر أنه في
إحدى المرات وبسبب الظروف التي أحاطت بجائحة كوفيد، تأخر توصلنا بتعويضات كنوبس،
فعشنا أياما وليالي سوداء. فلا يسعني إلا أن أتوجه إليه بخالص الشكر، سائلة الله
تعالى أن يسعده وأن يمد في عمره ويحصنه من كل بلاء، وأن يكون نجاح ذريتنا، إن شاء
الله، خير العوض والجزاء.
لقد واجهنا
عدة صعوبات، واصطدمنا بكثير من النكسات، ولكن، بفضل من ربي، كنت أحس بأن العلي
القدير سخر لي، وفي كل المحطات التي مررت منها، أناسا ذوي قلوب رحيمة معطاءة، كان
منهم من يصدق عليهم قول الله تعالى: " ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة
". بطبيعة الحال، منهم من داوم، ومنهم من ابتعد، وأنا أعذرهم.
كان من بين
هذه القلوب الرحيمة التي صادفتها، في رحلة اكتشاف الداء ومقاومته، إنسانة طيبة
فتحت قلبها، قبل أن تفتح لي بيتها. هي بالفعل، فلتة من الزمان سخرها ليَ خالقي.
بكبرياء وصفاء وكرم أهل تافلالت، هبت إلى الوقوف إلى جانبي في محنتي. كان شغلها
الشاغل أن تراني سعيدة معافاة. كانت وما
تزال البلسم لجروحي وآلامي، والمتنفس عندما تضيق بيَّ الدنيا وينهكني الداء. إنها
الصديقة مروى. بصمت حياتي، ومنحتني المزيد من الثقة والشعور بالأمان. فتحت لي
بيتها، فصرت فردا من أسرتها الصغيرة والكبيرة. فخالص التقدير والشكر لها ولزوجها
الفاضل ولوالديها الطيبين ولصهرها السيد عبد الغني الذي شجعني على ركوب سفينة
البوح وسرد فصول معاناتي مع الداء. كما أشكر، الشكر الجزيل طاقم جريد القلم الحر، الذي أتاح لي نشر مقالاتي عبر منبره. فلكل القائمين على
هذا المنبر الإعلامي الهادف والجدي، أتوجه بكل مشاعر التقدير والامتنان.
ما أزال،
لحدود الساعة، أواصل الخضوع للكشف والمتابعة الطيبة والتعايش مع آلام، يبدو أنها
ألفتني وتأبى فراقي. وتستمر الحياة، ولا يسعني في الختام إلا استحضار هذه الأبيات
التي يظهر أنها تناسب، إلى حد بعيد، حالتي:
"
هَوِّنْ عليك فكل الأمر ينقطـع وخلِّ عنك
ضباب الهم يـندفعُ
فكل هــمّْ له من بـعده فـــرج وكل كـرب إذا ضـاق يتســـعُ
إن البلاء وإن
طال الزمان بـه الموت يقطعه أو سوف
ينقطعُ ".
يقول جلال الدين الرومي: " عندما تعثر على الجمال في ذاتك، سوف تراه في الآخرين ". فلنتوجه إلى ذواتنا لنتأملها، ونكتشف ما تختزنه من جمال، ومن مواطن للقوة ومن طاقة إيجابية، لتكون زادنا في مواجهة الحياة والانتباه إلى ما تحبل به نفوس من حولنا من جمال.
انتهى.