عبدالإله
الوزاني التهامي
تمهيد لابد
منه:
كثيرة هي
الاصطلاحات والكلمات التي تنعت بالغريبة إذا ما وقفنا على شكلها ورسمها فقط، لكن
بمجرد غوصنا في ماهية الكلمة وجوهرها نقتنع دون عناء بالسر والفائدة والهدف، ومنها
كلمة تصوف التي أسالت من المداد ما يضاهي المحيطات.
هؤلاء
المتصوفة عرفوا في جميع العصور برموز
وإشارات خاصة، والذي يتأمل ألفاظهم يراها تدل على لباقة وذكاء، ودقة في الوصف
والتعبير.
فألفاظهم
المعاشية والاجتماعية وضعت في الأصل لستر المعاني صعبة الاستيعاب عن عامة الناس،
وإعطائها سرا وهيبة تدل على عمقها وقداستها.
وتنفرد كل
طائفة أو طريقة بجملة من الاصطلاحات، فمثلا الحلواء التي توزع على الإخوان عند
الشاذلية -نسبة للشيخ الإمام أبي الحسن الشاذلي- بعد الحضرة تسمى
"النفحة"، والورد الأكبر يسمى "وظيفة"، والإسم الذي يلقن
لكبار المريدين هو إسم السر، وإذا دعا المقدم الإخوان إلى إبداء الرأي، قال
تذاكروا يا حبايب، وتعابير الصوفية تختلف وفقا لمنشإ المذهب والطريقة، واختلافهم
في الألفاظ والتعابير من دلائل الحيوية وقوة الشخصية، ولو لم يكن لهم في الدنيا
وجود ملحوظ ومؤثر لما احتاجت كلماتهم إلى
من يجمعها ويضع لها مختلف التأويلات رغم أن معانيها ثابتة.
الكلمات التي
بين أيدينا انتقيناها من رسالة ابن عربي
في اصطلاحات الصوفية، وبقيت كلمات كثيرة، وهذه الألفاظ كما سنرى تمثل المعقولات
أكثر مما تمثل المحسوسات، فهي من الألفاظ التي لا تنبت إلا في أرض الخواص. *1
من اصطلاحات
الصوفية:
- القطب: وهو
الغوث، عبارة عن الواحد الذي هو موضع نظر الله من العالم في كل زمان.
- الأوتاد:
عبارة عن أربعة رجال، منازلهم على منازل أربعة أركان من العالم، شرق وغرب وشمال
وجنوب، مع كل واحد منهم مقام تلك الجهة.
- الأبدال: هم
سبعة، ومن سافر من القوم عن موضعه وترك جسدا على صورته حتى لا يعرف أحد أنه فقد،
فذلك هو البدل.
- النقباء: هم
الذين استخرجوا خبايا النفوس وهم 300.
- النجباء:
وهم أربعون وهم المشتغلون بحمل أثقال الخلق.
- الإمامان:
هما شخصان أحدهما عن يمين الغوث ونظره في الملكوت والآخر عن يساره ونظره في الملك،
وهو أعلى من صاحبه الذي يخلف الغوث.
- المريد: هو
المتجرد عن إرادته، مع تهيؤ الأمور له، فجاوز الرسوم والمقامات في غير مكابدة.
- السالك: هو
الذي مشى على المقامات بحاله لا بعلمه.
- السفر:
عبارة عن القلب إذا أخذ في التوجه إلى الحق.
- المسافر: هو
الذي سافر بفكره في المعقولات والاعتبارات.
- الطريق:
عبارة عن مراسم الحق تعالى المشروعة التي لا رخصة فيها.
- الوقت:
عبارة عن حالك في زمن الحال، لا تعلق له بالماضي ولا بالمستقبل.
- الأدب:
يريدون به أدب الشريعة، ووقتا أدب الخدمة، ووقتا أدب الحق. وأدب الشريعة
الوقوف عند رسومها، وأدب الخدمة الفناء عن رؤيتها مع المبالغة فيها، وأدب
الحق أن تعرف ما لك وما له.
- المقام:
عبارة عن استيفاء حقوق المراسم على التمام.
- الحال: هو
ما يرد على القلب من غير تعمد ولا اجتلاب.
وقيل هو تغير الأوصاف على البعد.
- الانزعاج:
هو أثر المواعظ في قلب المؤمن، وقد يطلق ويراد به التحرك للوجد والأنس.
- المكان:
عبارة عن منازل في البساط، لا تكون إلا لأهل الكمال الذين تحققوا بالمقامات
والأحوال وحازوهما، أما المقام الذي فوق الجلال والجلال فلا صفة له ولا نعت.
- القبض: حال
الخوف في الوقت ، وقيل وارد يرد على القلب يوجب الإشارة إلى عتاب وتأديب، وقيل،
أخذ وارد الوقت.
- البسط: هو
عند ابن عربي حال ما يسع الأشياء ولا يسعه شيء، وقيل هو حال الرجاء، وقيل، هو وارد
يوجب الإشارة إلى رحمة وأنس.
- الهيبة: هي
أثر مشاهدة جلال الله في القلب، وقد يكون عن الجمال الذي هو جمال الجلال.
- الأنس: أثر
مشاهدة جمال الحضرة الإلهية في القلب وهو جمال الجلال.
- التواجد:
استدعاء الوجد وقيل إظهار حالة الوجد من غير وجد.
- الوجد: ما
يصادف القلب من الأحوال المغنية له عن شهوده.
- الوجود:
وجدان الحق في الوجد.
- الجلال: من
نعوت القهر من الحضرة الإلهية.
- الجمع:
إشارة إلى حق بلا خلق.
- جمع الجمع:
الاستهلاك بالكلية في الله.
- البقاء:
رؤية العبد قيام الله على كل شيء.
- الفناء: عدم
رؤية العبد لفعله بقيام الله على ذلك.
- الغيبة:
غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق لشغل الحس بما ورد عليه.
- الحضور:
حضور القلب بالحق عند الغيبة عن الخلق.
- الصحو: رجوع
إلى الإحساس بعد الغيبة بوارد قوي.
- السكر: غيبة
بوارد قوي.
- الذوق: أول
مبادئ التجليات الإلهية.
- الشرب: أوسط
التجليات.…