تظاهر ما
مجموعه 3,5 ملايين شخص، أمس الخميس، في مختلف أنحاء فرنسا، وفق نقابة "سي جي
تي"، بينما اقتصر العدد، بحسب وزارة الداخلية، على مليون وثمانين ألفاً، في
يوم تاسع من التعبئة ضد تعديل نظام التقاعد، اتسم بزيادة واضحة في المشاركة.
ففي باريس،
حيث أعلن الاتحاد العمالي العام (سي جي تي) مشاركة 800 ألف شخص، في مقابل 119
ألفاً بحسب وزارة الداخلية، سرعان ما سجلت أعمال عنف، ولا سيما رشق الحجارة
والقوارير وإطلاق المفرقعات على قوات الأمن، مع تحطيم للواجهات ومحطات ركاب
الحافلات وإحراق لحاويات النفايات.
وقررت
النقابات مواصلة الاحتجاجات، وحددت يوم الثلاثاء المقبل موعداً جديداً لها، في كل
البلاد.
وخلال
التظاهرات، وقعت أعمال عنف في باريس، حيث قام مئات المحتجين، الذين كانوا يرتدون
الأسود، بتحطيم واجهات متاجر، كما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت وزارة
الداخلية الفرنسية، في بيان، "إصابة 123 دركيا وشرطيا، وتوقيف 80 شخصا خلال
التظاهرات".
وطوال فترة
التظاهرات، قام هؤلاء الأشخاص الذين ارتدوا ملابس سوداء، ووضعوا أقنعة ونظارات،
بتخريب مطاعم صغيرة ومصارف وواجهات، بحسب صحافيي وكالة الصحافة الفرنسية، كذلك
ألقوا الحجارة وزجاجات حارقة على قوات الأمن، التي استخدمت عدة مرات القنابل
المسيّلة للدموع.
وأغلق عمال
غاضبون من رفع سن التقاعد، الطريق إلى إحدى صالات مطار شارل ديغول في باريس، الأمر
الذي أجبر بعض المسافرين على التوجه إلى هناك سيرا على الأقدام.
وقال متحدث
باسم شركة مطارات باريس إن الاحتجاج بالقرب من المبنى الرقم 1 في مطار شارل ديغول
لم يؤثر في الرحلات الجوية، كما تعطلت خدمات القطارات وأُغلقت بعض المدارس، بينما
تراكمت القمامة في الشوارع، وتعطل توليد الكهرباء مع تصعيد النقابات الضغط على
الحكومة لسحب القانون الذي يمد سن التقاعد عامين إلى 64 عاما.
وشوهدت أعمدة
من الدخان تتصاعد من أكوام حطام محترقة أعاقت حركة المرور في طريق سريع قرب تولوز
جنوبي غربي البلاد، كما تسببت الإضرابات بإغلاق طرق في مدن أخرى، فترة وجيزة.
إلى ذلك،
وبسبب الاحتجاجات، أغلقت عدة مواقع سياحية في العاصمة الفرنسية باريس وضاحيتها،
بينها برج إيفل وقصر فرساي، أبوابها مجدداً أمام الزوار.
ومن المعالم
الباريسية التي امتنعت أيضا عن استقبال الزوار، قوس النصر الواقع عند أعلى جادة
الشانزليزيه.