عبدالإله
الوزاني التهامي
إن تسليط الأضواء الكاشفة لمكامن الخلل والتقصير على نماذج لمعالم معمارية تاريخية عتيقة بوزان تعرضت وتتعرض لعمليات دمار -ممنهجة-، التقطت بعض مشاهدها عدسة الفنان "التواتي"، -المعالم- الحاملة لبصمات الأجيال التي شيدتها، بصمات ذات بعد نفسي وعقلي ووجداني، لهو من أوجب الواجبات لأهمية ذلك في تحقيق التنمية المشهودة من جهة، وللحفاظ على روابط الحقب والأجيال ضد عوامل الانمحاء والاندثار من جهة أولى، هذه المعالم الآن عرضة لدمار شامل، وأخرى عبارة عن أطلال متآكلة وأخرى أصبحت في خبر كان، هذه الجرائم المادية والمعنوية المقترفة في حق إرث تاريخي تحدث على مرأى ومسمع من جمعيات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة المختصة والمهتمة، إما سهوا أو إهمالا أو لاعتبارات سياسية أخرى، يجهلها المواطنون، لا تقبل التبرير.
هذا التراث الذي هو ثمرة من الثمار الإبداعية
لمجتمع عاش ردحا من الزمن، فتوارثته الأجيال بأمانة، يعكس ذكاء وشغف ومظاهر
وسلوكات ونمط تفكير البناة الذين شيدوه
وعامة الناس المجايلين لهم. وعليه فإن هذا
التراث تجسيد مادي لثقافة تاريخية سادت المجتمع.
ألا نرى كيف
تتخذ كثير من الدول اليقظة من بقايا إرثها التاريخي موردا إقتصاديا كبيرا، يدر
الأموال الطائلة على مدار العام، وينعش الدورة المالية، ويساهم في امتصاص البطالة،
لما له من أهمية بالغة متعددة الاتجاهات.
إن الإرث
المعماري لمدينة وزان يعكس التصور العام للمرتكزات التي انبت عليها حضارة وفلسفة
عيش المغاربة في حين تشييده.
بل ومن
المعمار الوزاني ما يدلنا على نقط اتفاق وتجانس حضارات سادت في القرون الماضية،
إنه متحف بشري اثنوكرافي يجلب لنا صورا حية لحياة شعب عاش مبدعا في كل شيء.
ويقينا أن
معالم وزان الأثرية، التاريخية تستوجب الدمج الفعلي في قلب البرامج والأوراش
المعول عليها رسميا، وتستحق الاعتراف بها كموروث إنساني عالمي.