عبدالإله الوزاني التهامي
لبت نداء ربها
مساء اليوم الطفلة سلمى الياسيني بفعل خطإ طبي أودى بحياتها -عرقا عرقا- فتركت
تواجه مصيرها ببراءتها الوديعة فوق أسرة باردة، وأمام أطقم طبية عاجزة، بين
مستشفيين تعلم الساكنة خباياهما المعلنة والمشتهرة.
لعنتان لاحقت
المسكينة سلمى منذ دخولها مستشفى المضيق وهي في صحة عامة جيدة إلا من مرض بسيط ألم
بها، لعنة الخطإ الطبي ولعنة الإهمال الذي تبعه، بحيث لم تقم لا وصاية الصحة ولا
مندوبيتا تطوان والمضيق بما هو مطلوب لتدارك خطر الخطأ واستباق تأثيراته القاتلة،
بل ولعنة ثالثة بعدم تحرك المجتمع المدني والحقوقي لدرجة أن أمر الضحية اعتبر وكأنه غير هام ولا
قيمة له، في استهتار واضح بمصير المجتمع برمته. لعنة أشد من أخواتها.
لم يصدر لا
أثناء المحاولات البئيسة لمعالجة تداعيات الخطأ الطبي ولا في أوج لحظات العمليات
الجراحية أي بلاغ أو توضيع أو متابعة في موضوع قضية يقال فيها الوزير ويحاكم فيها
الأطباء في دول تحترم الإنسان.
وفي أجواء رهيبة شيع الجثمان الطاهر للطفلة
الياسيني، أمس 9مارس، إنها طائر الجنة الذي سيبلغ العالم العلوي تعاسة عالمنا السفلي المنحط، المنحط أخلاقا
وأدبا وإنسانية، شيع اسم بريء من أسماء هذا الوطن، وكأن حيثيات وداعه تنذر بتتابع
الأسماء، في صمت سميك من المسؤولين الموتى الذين لم يعبؤوا لا بمرض الراحلة ولا
بالخطأ الطبي الذي مورس عليها وكأنها فأرة تجارب، غادرتنا وأصبعها الرخو البريء
يشير إلينا جميعا بإشارة اتهام مع ثبوت الدليل.
نعم، كلنا
-دولة ومجتمعا- متهمون بالتقصير في حق هذه البريئة وفي حق الوطن، بعدم قيامنا بما
لزم ويلزم اتجاههما، قبل الحادث وأثناءه
وبعده، خطابا وممارسة.
سلمى، بأي ذنب
قتلت ؟؟ !!