إعداد: الباحث
في اللغة والثقافة الصينية أيوب المساوي
كلما ذكرت
الصين، ذكرت قمم الجبال، و ذكرت الريادة في الاقتصاد و السياسة، ولا يمكن ذكر
الصين الحديثة دون ذكر زعيم من زعماء الصين، القائل في احدى خطاباته "لا يهم
أن يكون لون القط أسودا أو أبيضا، القط الذي يمسك الفأر هو القط الجيد".
قطب رحى
مقالنا هذا هو الزعيم الصيني دنغ شياو
بينغ (邓小平)، هذا الأخر تقلد عدة مناصب
سياسية في الصين و تعرض لعدة انتقادات من بينها تعرضه لانتقادات من داخل الحزب
الشيوعي الصيني بسبب دعمه لماو تسي تونغ (毛泽东)، و لكن سيتبين فيما بعد أن لهذا الرجل رؤية استراتيجة ثاقبة
ستجعل من الصين نموذجا للعالم، حيث ستنتقل
من صين المجاعة و الصراعات إلى صين التكنولوجيا والاقتصاد، هذا الرجل أسس
لنظرية سميت فيما بعد بنظرية دنغ سياو بينغ "邓小平理论"، هذه النظرية
عبارة عن إيديولوجية توجيهية للحزب و الدولة و هي بمثابة الجزء الأول من النظام
النظري للاشتراكية ذات الخصائص الصينية "中国特色社会主义"، بما في ذلك على وجه التحديد: الإصلاح و الانفتاح "改革开放" وهي عبارة عن سياسة إصلاح
داخلي و انفتاح خارجي التي بدأت الصين في تنفيذها سنة 1978م، و المبادئ الأساسية
الأربعة "四项基本原则" و هي القضايا الأربعة التي لا يُسمح بمناقشتها في جمهورية
الصين الشعبية، و تم تسطير هذه المبادئ كما يلي: ( 1. يجب الالتزام بالطريق
الاشتراكي – 2. ويجب تأييد دكتاتورية الشعب الديمقراطية – 3. يجب التمسك بقيادة
الحزب الشيوعي – 4. يجب التمسك بالماركسية- اللينينية و فكر ماو تسي تونغ ). و دولة
واحدة و نظامان "一国两制"، و نظام مسؤولية عقد الأسرة "家庭联产承包责任制" و عبارة عن أسلوب إدارة و إنتاج في المناطق
الريفية الصينية و هو نظام قائم على التعاقد على الأرض الجماعية و غيرها من وسائل
الإنتاج الكبيرة مع الأسر ويقومون بالإنتاج و الإدارة بشكل مستقل وفقا للعقد، حيث
يدفع جزء صغير من الدخل إلى ضرائب الدولة وينسب كل الدخل إلى المزارعين و يتيح هذا
النظام للمزارعين الحصول على استقلالية في الإنتاج والتوزيع.
و لقد حضي دنغ
سياو بينغ ولازال يحضى بحب الشعب الصيني،
ففي عام 1984 م رفع طلاب جامعة بيكين في عرض لعيد و طني لافتات كتب عليها "
مرحبا، سياو بينغ " .
و لازالت لحد
الآن العديد من الأسر الصينية تعلق صوره في بيوتها امتنان له و لجهوده المبذولة في
سبيل ازدهار و تنمية جمهورية الصين الشعبية.
"بدون
الرفيق دنغ سياو بينغ، لم يكن ليعيش الشعب الصيني الحياة الجديدة التي يعيشها
اليوم، و لن يكون للصين الوضع الجديد للإصلاح و الانفتاح و الأفاق المشرقة للتحديث
الاشتراكي " .