بقلم حورية
اقريمع
هم الشيخ
بالسلام على زينب لكنها تحاشته واتخذت مكانا لها في زاوية مقابلة له....
ساد الغرفة
صمت رهيب قبل أن ينطق الشيخ باشرت زينب الحديث إليه مخبرة إياه أنها توافق على
طلبه لكن بشروط, وسردت عليه شروطها ومع أنه فطن إلى أن الفتاة على اطلاع بما يلزم
القيام به ومع أن ذلك باغته فإنه رد بأن الأمر ممكن التحقيق ثم حاول أن ينتقل إلى
تحديد الصداق ولكنها تصدت له وقالت أن قيمة الصداق هي آخر ما يشغل بالها..أردفت أن
عليه أن يأتي بإذن قاضي الأسرة بعد أن يبلغ زوجاته الثلاث بنية الزواج من الرابعة..
....وقتها فقط
باح الشيخ بما لم يكن في الحسبان...وهو أن الشيخ الذي يطلب الكثيرين بركاته. لم
يوثق سوى زواجه الأول بيد أنه كان يتزوج الأخريات زواجا عرفيا يشهد عليه اثنين من
أتباعه...
فاجأ زينب
بأنه يريد الزواج منها بتلك الكيفية وأنه على استعداد لقراءة الفاتحة عليها...حاول
الشيخ أن يقنعها بالأمر ولكنه لم يفلح إذ واجهته بأن ما يريده من وجهة نظر القانون
ضرب من الفساد لا يضمن حقوقا للزوجة في حالة الوفاة أو عند الطلاق...زد على ذلك
أنه لا يؤمن حقوقا للأبناء الذين يولدون في إطار ذلك الزواج.
أحس الشيخ عبد
الله بأنه قد أهين ...نهض مسرعا مزمجرا والغضب باد على محياه وبينما هو مغادر أقسم
بينه وبين نفسه أن يجعلها تركع له !!
اعتملت
الأفكار وتناسلت في رأس زينب..تلك الأفكار التي كلما قطعت لها رأسا نبتت لها رؤوس جديدة كما التنين....كانت تعلم
أن رجال الشيخ يمارسون أشد أنواع الضغط على والدها وقد هددوه أن يحرقوا له المنزل
والمحصول...لمن المشتكى....يااالله...فوالدها لا يمكن أن يكون ذاك السند الذي تحلم
به كل فتاة ليحميها حين تشتد العواصف ويقوى الخطر
هي تعلم علم
اليقين أن والدها لا يملك من الوسائل ما يتيح له الوقوف في وجه الشيخ والدخول في
حرب معه. فهو فلاح بسيط....
بعد أيام وفي
غياب زينب قرأ والدها والشيخ عبد الله الفاتحة واضعا بذلك ابنته في موقف لا تحسد
عليه وقبض المهر وتحدد موعد الزفاف....
يتبع.....