على الرغم من
مرور 34 سنة على توقيع معاهدة مراكش وإنشاء الاتحاد المغاربي، هناك عجز في تطوير
العلاقات الثنائية وتفعيل بنود الاتفاقية، كما تزايدت المشاكل بين الأقطار المكونة
للاتحاد، وتوالت الانتكاسات؛ من ذلك إغلاق الحدود وقطع العلاقات الديبلوماسية أو
تجميدها.
في هذا السياق
المتوتر، عقد مركز الدراسات والأبحاث الانسانية مدى فعاليات المنتدى المغاربي في
دورته 14، خلال الفترة ما بين 16-19 فبراير 2023 بمدينة المحمدية تحت عنوان:
"الإقليم المغاربي: تجليات الأزمة والمسالك الممكنة"، شارك فيها ثلة من
الجامعيين ونشطاء وشباب المجتمع المدني من مختلف البلدان المغاربية الخمسة، قدمت
فيها ورقات عمل قيمة ومتنوعة، نوقشت فيها مخلفات "الربيع" العربي
وتداعياته على الوضع الحالي والمستقبلي على المنطقة المغاربية في ظل الظروف
الراهنة التي تعمقت فيها الشقة بين دول المنطقة، وازدياد منسوب الخلافات، ما ساهم
في تراجع الانفتاح الديمقراطي خلال السنوات الفارطة جزئيا أو كليا. وتم تدارس
مجموعة من القضايا الرئيسية المتعلقة بأسباب الأزمة وعوامل استمراريتها وطرح السبل
والمداخل الكفيلة بإخراج الإقليم المغاربي من المآزق القائمة، وبعد نقاشات ثرية
ومتنوعة وتبادل الأثراء حول الإكراهات والعوائق التي تحول دون تفعيل المشروع
المغاربي، تم التأكيد على:
*الضرورة
التاريخية والمجتمعية لتوحيد الفضاء المغاربي وفق إقرار حقوق المواطن المغاربي في
التنقل، والإقامة، والعمل، والتملك، والمشاركة في الانتخابات، بين البلدان المغاربية
الخمس؛ خصوصا أن دول الاتحاد المغاربي هي الأضعف بين التكتلات الإقليمية المختلفة،
حيث يكبد غياب الاندماج خسائر اقتصادية واجتماعية باهظة؛
*ضرورة تنشيط
الاندماج لخلق دينامية تنموية تفضي إلى رفع النمو وخلق فرص العمل للشباب والحد من
الفقر والتفاوت في شتى أشكاله، والعمل على تكوين قطب اقتصادي إقليمي يتوفر على كل
مقومات النهوض الاقتصادي والتقدم الاجتماعي والتطور الحضاري؛
*إيلاء
الأولوية المطلقة للتداول وفتح قنوات الحوار السياسي وتجاوز التوترات البينية؛
*الدعوة إلى
تفعيل دور الأجسام الوسيطة من أحزاب ونقابات وهيئات مهنية وجمعيات المجتمع المدني
المغاربي من أجل التأثير الإيجابي والمساهمة في إيجاد مخارج وحلول لتجاوز الوضعية
الحالية؛
*تعزيز دور
الشباب ودعم قدراته ومهاراته للقيام بأدوار متقدمة في إدارة الشأن العام وربط
الصلات بين شباب المنطقة؛
*تدعيم مساهمة
القوى الشبابية في بناء المجتمع المدني المغاربي وتجسير الفجوة بين السلطات
السياسية في البلدان المغاربية؛
*تشجيع
الأنشطة السياسية حتى يكون جيل الشباب قوة اقتراح وتنفيذ من أجل تجسيد مبادئ إعلان
مراكش؛
*دعوة الأحزاب
المؤمنة بالاتحاد المغاربي وجدواه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدفع نحو
استكمال البناء المؤسساتي للاتحاد وإدراج الاندماج ضمن أولويات نضالها؛
*دعم التشبيك
بين منظمات المجتمع المدني المغاربي وخاصة منظمات الشباب والطلبة والمرأة وحقوق
الإنسان والفرق الرياضية والفنية والثقافية؛
*الحرص على
إنشاء واقع شعبي وشبابي ومدني يتخطى كل المعيقات والخلافات ويوفر كل ظروف تأسيس
الاندماج على أرض الواقع بتشبيك مختلف القطاعات والمكونات؛
*رفض خطاب
الكراهية الذي تكرسه بعض المنابر الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، مع التأكيد
على أهمية انخراط النخب المثقفة في التعريف بمقومات المنطقة المغاربية وحجم الهدر
الذي يخلفه جمود الاتحاد؛
ويؤكد ختاما
على استمراريته عمل المنتدى المغاربي ودفاعه اللا مشروط عن الفكرة المغاربية
والنضال الحثيث على دوام إشعاع الفكرة وترسيخها بتطوير تجربة إدماج الشباب في صلب
أشغاله وفعالياتها وتأطيرهم لحمل مشعلها.