adsense

/www.alqalamlhor.com

2022/06/30 - 9:28 ص


قالت صحيفة (ذا ستار) الجنوب إفريقية، الواسعة الانتشار، إن المغرب كان على الدوام مجتمعا للاستقبال، يتم اختياره بوعي من قبل العديد من المهاجرين الذين جعلوا من المملكة بلدهم الثاني ،حيث يجدون فيها، ليس فقط أفقا لحياة أفضل، بل كامل الإمكانيات لتغيير أوضاعهم بفضل تشريع يدعو للتضامن وحسن الاستقبال والكرم.

وأضافت الصحيفة تحت عنوان "ضغط الهجرة على المغرب هو قبل كل شيء مسؤولية إفريقية مشتركة، أن الاستراتيجية الشمولية التي ينهجها المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مكنت في الواقع مئات آلاف المهاجرين الأفارقة من الاستقرار في المملكة بشكل قانوني، مع إمكانية الولوج الى الشغل والسكن والتعليم لأطفالهم، وتمتع أسرهم بحياة هادئة.

وأكدت الصحيفة أن سياسة ادماج المهاجرين تعتبر بالنسبة للمغرب، نهجا استراتيجيا يسهم في إغناء تنوع وحيوية المجتمع المغربي، الذي يعيش على أرض مفتوحة على مفترق طرق الحضارات منذ آلاف السنين.

وأشارت الصحيفة  في هذا الصدد إلى أن ضغط الهجرة على المغرب، ليس وليد الأمس، ذلك أن البلاد لطالما تحملت بمفردها، وفي غياب المصاحبة الضرورية، مسؤولية ثقيلة لم تتخلى عنها قط.

وتابعت الصحيفة أن هذه المسؤولية الإنسانية ناتجة على أكثر من مستوى عن الإفلاس السياسي للبلدان الأصلية لهؤلاء المهاجرين، الذين مع الأسف، لا يكون أمامهم في كثير من الاحيان أي خيار آخر ، غير الهروب بكثافة من ويلات الحرب، والفقر والبؤس، متطلعين لمستقبل أفضل في فضاءات أرحب.

وأكدت الصحيفة، أن البؤس وعدم قدرة الأفارقة على مواجهة هذه الظاهرة على الصعيد القاري، تستفيد منه الشبكات المنظمة التي تتجر بالبشر، والتي تعمل بشكل سري على شكل مافيات في كافة أنحاء القارة الإفريقية.

ولدى تطرقها لعملية الاقتحام الجماعي لمهاجرين سريين متحدرين من عدة بلدان واقعة جنوب الصحراء، للسياج الحديدي على مستوى إقليم الناظور، اعتبرت الصحيفة أن عملية الاقتحام، لم تكن موجهة بشكل تقليدي نحو هذا السياج، بل نحو ما يسمى مركز (باريو شينو) المخصص لمرور السكان المجاورين من وإلى مدينة مليلية، قبل إغلاقه سنة 2020 جراء جائحة كورونا.

وسجلت الصحيفة ممارسة المقتحمين لأقصى درجات العنف، ونهجهم استراتيجية اقتحام تنم عن حس ومستوى عال من التنظيم، من خلال تقدم مدروس ومخطط له، فضلا عن توزيع المسؤوليات بين متزعمين متمرسين ومدربين، على أساليب مليشيات راكمت خبرات في مناطق النزاع.

وقالت الصحيفة، إن بعض المعلومات تشير الى أن المقتحمين تسللوا عبر الحدود مع الجزائر، مستفيدين من التراخي المتعمد لهذا البلد في مراقبة حدوده مع المغرب، مضيفة أن المقتحمين، المسلحين بالعصي والهراوات، والمناجل، والحجارة والسكاكين، هاجموا قوات الأمن، مما أسفر عن جرح 140 ضابطا مغربيا، لا يزال واحد منهم يرقد في المستشفى.

ولاحظت الصحيفة أيضا، أن عناصر الشرطة برهنوا خلال هذه الأحداث، عن حس مهني كبير، مشيرة إلى أن المغرب الذي يعرب عن أسفه لهذه المأساة، أكد انه سيواصل التصدي  بصرامة ودون هوادة  لشبكات الإتجار في البشر.

وتابعت الصحيفة، أن المغرب أكد أيضا أنه سيواصل طبقا للتوجيهات الملكية السامية، تعزيز دينامية التدبير الإنساني، الشامل والتضامني  للهجرة، ضمن سيرورة توجهه الإفريقي الثابت، وانطلاقا من المبادئ الأساسية لحماية المهاجرين والأشخاص في وضعية هشة.

وتابعت الصحيفة، أن المملكة تظل متشبثة بشكل حاسم بإرادتها في تعزيز سياستها بشأن العودة الطوعية للمهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، ضمن احترام حقوقهم وكرامتهم، وذلك بتنسيق مع سفارات البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة.

وخلص كاتب المقال إلى أن المغرب دعا الى تضامن فاعل بين الشمال والجنوب، من خلال تبني حلول هيكلية للتنمية المستدامة، وتشجيع الهجرة القانونية.