شارك أحمد أبو
الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في افتتاح أعمال الدورة الثامنة للمنتدى
العربي للتنمية المستدامة، الذي تنظمه "الإسكوا" بمقرها في بيروت بالتعاون مع جامعة
الدول العربية و عدد من الشركاء.
وخلال هذه الدورة، دعا الأمين
العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى التعامل مع قضية اللاجئين بذات القدر من
الاهتمام والاستعداد للعون والمساعدة، مؤكدا أن “اللاجئين جميعا سواء، ولا فرق بين
لاجئ وآخر من حيث المعاناة والألم”.
واستعرض أبو
الغيط في كلمته ما يجري في دول الجوار السوري وخاصة لبنان والأردن، حيث نزح إليهما
ملايين اللاجئين السوريين في ظروف صعبة واستثنائية بالرغم من تداعيات جائحة كورونا
على البلدين.
وأثني على جهود
الإسكوا، وحرصها على تعزيز التعاون مع جامعة الدول العربية لتحقيق أهداف التنمية
المستدامة، مشيرا إلى تبعات الأزمة الصحية التي تسببت بها جائحة كورونا وألقت أعباء
إضافية على عاتق الدول العربية، وتسببت في فقدان العديد من المكاسب التي حققتها
قبل الجائحة، وعلى وجه الخصوص الارتفاع المقلق لأرقام الفقر والجوع في العالم
العربي ومخاطر ذلك على أمن واستقرار المجتمعات. ونبه في هذا الصدد إلى تدهور أرقام
الأمن الغذائي العربي بسبب آثار الجائحة وندرة المياه والتغير المناخي، موضحا أن
الحرب في أوكرانيا ستكون لها تداعياتها على المنطقة العربية بسبب ارتفاع أسعار
الحبوب والسلع ومواد الطاقة.
وأشار إلى أن
مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، وإدراكا منه بخطورة هذه الأوضاع ، أصدر
في اجتماعه الأخير قرارا بإعداد دراسة استراتيجية تكاملية حول الأمن الغذائي
العربي، تمهيدا لعرضها على القمة العربية القادمة أو عرضها ضمن ملفات القمة
التنموية الخامسة، المقرر عقدها مطلع العام القادم في موريتانيا.
وحول سياسات
التعافي من الجائحة، شدد أبو الغيط، على أهمية بناء قدرات المؤسسات، وتشجيع
الاختيارات الاقتصادية المستدامة، وزيادة الاستثمار في الرأسمال البشري، بالإضافة
إلى التغيير الذكي لأوجه الإنفاق.
كما تطرق إلى
آخر مستجدات جهود جامعة الدول العربية في مجال التنمية المستدامة، مشيرا على وجه
الخصوص إلى المبادرة العربية للقضاء على الجوع وإطلاق الشبكة العربية للعلوم
والتكنولوجيا من أجل التنمية المستدامة.
وقال أبو الغيط
“لقد أطلقنا مؤخرا تقرير تمويل التنمية المستدامة في مصر، بالتعاون مع وزارة
التخطيط والتنمية الاقتصادية، وهو أول تقرير وطني يتناول موضوع التمويل المستدام،
وذلك ضمن أعمال الأسبوع العربي للتنمية المستدامة، ونتطلع في هذا الشأن إلى مساعدة
بقية الدول العربية لإعداد تقاريرها الوطنية”.
وأشار إلى أن
الدول العربية انخرطت بجدية في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة لعام2030، وبذلت
جهودا ملموسة لتنفيذها بالرغم من الأزمات التي حلت ببعضها خلال العقد الماضي، وهي
أزمات أطال أمدها تنافس القوى الكبرى، وتكالب دول الجوار لتحقيق مغانم على حساب
الحقوق العربية.
وأضاف إن الآثار
الوخيمة لهذه الاضطرابات على جهود التنمية المستدامة في دولنا كانت واضحة، حتى قبل
وباء كورونا، وزادتها الجائحة حدة وتعقيدا، والمؤسف أن يرافق هذا التدهور في
الأوضاع الإنسانية والاجتماعية بالأساس، احتدام أزمة سياسية عالمية، هي الأزمة في
أوكرانيا، والتي قد تشغل العالم لسنوات قادمة، وتسحب من رصيد الاهتمام والعمل من
أجل التنمية المستدامة.
ولفت إلى أن
جائحة فيروس كورونا المستجد قوضت جهود الدول العربية لتنفيذ أجندة التنمية
المستدامة 2030، وتسببت في فقدان العديد من المكاسب، إذ شكلت عقبة إضافية أمام
تحقيق هذه الأهداف، لاسيما فيما يتعلق بتأثيراتها على معدلات الفقر، حيث ارتفع عدد
الفقراء في المنطقة العربية في سنة 2020 وحدها بمعدل 14 مليونا ليبلغ 115 مليون
نسمة.
وأوضح أن هذا
العدد يمثل ربع سكان العالم العربي دون أن ننسى أن بعض الدول العربية ،تعاني من
ارتفاع معدلات الفقر الشديد كما في الصومال واليمن، مشيرا إلى أنه من المتوقع أيضا
أن تزيد الجائحة من نسب عدم المساواة ومظاهر عدم تكافؤ الفرص بسبب تراجع المداخيل
وارتفاع معدلات التضخم.
وعن مستقبل
التعاون بين الجامعة العربية والأمم المتحدة، أعرب أبو الغيط عن تطلعه إلى تنفيذ
الأنشطة والمشاريع المشتركة ومنها فعالية “أسبوع المناخ 2022” المقرر إقامته نهاية
هذا الشهر في اكسبو 2020 دبي، بالتعاون مع عدد من الشركاء، متمنيا أن “نستكمل
مسارنا التعاوني بالتركيز على موضوعات المناخ والتمويل والمياه بصفتها مواضيع ذات
أولوية للمنطقة”.