ورابع عشر أكتوبر هو أيضاً يومٌ عالمي للتربية البيئية بما تقتضيه من إحكام
الصلة بين الطبيعة والثقافة، بين الإنسان وكوكبه، بين البيئة والعدالة الاجتماعية،
وبكل ما تَعِدُ به من تعهد الناشئة ومختلِفِ الفئات العمرية والاجتماعية بالتوعية والتحسيس
بِدَوْر البيئة في حياة الإنسان وسائر الكائنات، وضرورةِ الانخراط الجماعي في حمايتها،
وضمان توازناتها، والعمل على الحد من المخاطر التي تتهددها، والسعي الجاد لمواجهة بواعث
القلق المناخي المُطْبِق والمتنامي برفع درجة الوعي، وتنمية روح المبادرة، لدى الأفراد
والجماعات والدول.
وقد تنبه الإنسان ـ بَعْدَ لَأْيٍ ـ إلى ما راكمَهُ من أخطاء بسبب اندفاعه في
التصنيع وتلويثِ الأجواء، وهَدْرِ الموارد، وحَيْدِ عن الترشيدِ والاقتصادِ في الاقتناءِ
والاستهلاك.
وترسَّخَت القناعةُ بجدوى التربية على البيئة منذ مُستهل سبعينيات القرن الماضي
في مؤتمرات عالمية لم تزدها قممُ الأرض إلا تأكيداً على مبدإ الاستدامة في التنقل،
وفي تهيئة المدن، وفي كل عناصر التنمية ومجالاتها، وفي ترسيخ الوعي والاقتناع بدور
الإنسان فيها ومسؤوليته عليها، تعددتْ لذلك الوصايا والمواثيقُ والعهود
ولعل خير خلاصةٍ تَعْلَقُ بالبال والوجدان، ينبغي أن يتمثلها ويَصْدُرَ عنها
كلُّ إنسان: "عَلَيَّ أن أبدأ بنفسي ولا أنتظر، فإصلاحُ الأرض حمايةً للبيئة فرضُ
عَيْنٍ وليس فرضَ كفاية".