هناك نوعية من الناس يتسمون بالمهارة
والحذق والقدرة على الفهم الصحيح للأمور، والبراعة فى طرح أفكارهم وسهولة إقناع الآخرين
بما يطرحونه من حجج، من هؤلاء نجد النقابي اللصيق بهموم الطبقة العاملة، قائد سفينة
الإتحاد العام للشغالين بالمغرب على مستوى مدينة فاس إدريس أبلهاض، فهذا الرجل ليس
من مناضلي الربع ساعة الأخير، أو أولئك الذين خانتهم الأفكار والمواقف، ويريدون اقتناص
الفرص والمناسبات من أجل افتكاك صفة مناضل.
لا شك أن المتأمل للمشهد السياسي في مدينة فاس، والتدافع الكبير الذي عرفته
الأحزاب السياسية من أجل إعداد قوائمها الانتخابية، وما صاحبها من غضب شديد من قبل
القواعد بعد الإفراج عن أسماء "المحظوظين" من خلال الاحتجاجات، و الشعور
بخيبة الأمل في قياداتهم الحزبية؛ نظرا لغياب المقاييس الموضوعية في وضع الأسماء وترتيبها،
لا نجد هذا الشعور يرافق اسم إدريس أبلهاض، حين طٌرح مرشحا لحزب الميزان في لائحته
الجهوية، وبنفس شعور الرضا يستقبلون تزكيته في قوائم الحزب لمجلس المستشارين.
"ادريس ابلهاض"،
الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذي اعتبر تزكية الامين العام لحزب
الاستقلال تكليف وليس تشريف، لم يكن ليحظى بثقة القيادة، وإجماع القواعد سوى لأن الرجل
تعددت محطات نجاحه، واستطاع أن يضع تصورا جديدا للعمل النقابي بمدينة فاس، اعتمد فيه
مبدأ الحوار والإنفتاح على كل الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والاجتماعيين، ونظم
الندوات والأيام الثقافية والرياضية، وأبرم الإتفاقيات، وجنب المدينة الإضرابات والإحتجاجات.