لا شك أن موهبة التمثيل واحدة من أفضل وأهم المواهب في العصر الحالي، حيث تحول
المواهب من الهواة إلى الاحتراف، فالشهرة وبالنسبة إلى هؤلاء المواهب قد تكون أمرا
في غاية السهولة.
فمع فرض حالة الطوارئ الصحية على البلاد، أجبرت الوزارة الوصية على إغلاق دور
السينما ودور الشباب والمراكز الثقافية، وهو ما جعل ابن مدينة الصويرة الشاب عبد المنان
عزواين، البالغ من العمر 16سنة، في جعل التمثيل بديلا للخروج من الأزمة الحالية والعيش
في زمن كورونا، متجها نحو إصدار كبسولات فينة بطابع كوميدي، وذات طابع اجتماعي، وهي
عبارة عن "فلوك"، حيث يتعزز فناننا عبد المنان بإشراك أصدقاء له في نفس عمره،
لتشخيص بعض الأدوار الثانوية.
ومن هنا بدأ هذا الشاب الموهوب بتصوير كبسولات قصيرة، تعالج مشاكل اجتماعية،
وتتميز بسرد قصص من الحياة اليومية، تحت وطأة الحجر الصحي، والظروف الاستثنائية التي
عاشتها بلادنا، وتنزيلها في قالب هزلي كوميدي.
و رغم كورونا، بدأت مسيرة عبد المنان في عالم صناعة الأفلام بالتجريب والتعلم
من خلال إعداد الكبسولات القصيرة، فهذا الشاب أمام عالم واسع من التقنيات وأساليب السرد
وفنيات الإخراج، ومن ثم العمل الجاد لإبداع ما هو جديد ومبهر؛ فقد تكون مهمة إعداد
الكبسولات القصيرة صعبة نسبيا؛ لكنها لا تحتاج إلى معدات كبيرة، يكفي آلة تصوير وسيناريو
محبك بشكل جيد، وهذا هو عين الصواب.والتمثيل هي الموهبة الفذة للشاب عبد المنان، حيث
أن طاقاته أكبر من سنه لتقمص مثل هذه الأدوار التي أبدع فيها وكما تبدو له عادية وبسيطة، لتأتي
عملية المونتاج، وهي آخر مرحلة قبل إنزال إبداعه على موقعه في اليوتوب، للوصول لأكبر
عدد من المشاهدات.و
في هذا الصدد، أكد الشاب عبد المنان في حواره مع جريدة "القلم الحر الإلكترونية"،
أن الكبسولات القصيرة لها متعة كبيرة؛ خاصة عندما تحصد أكبر عدد من المشاهدات، وتلقى
إعجابا من طرف المشاهدين، وكذا التتويج بدرع من موقع اليوتوب على كل مائة ألف
متابع، مما يدفعه للإبداع أكثر، لا من حيث التدقيق في كتابة السيناريو أو التصوير
والمونتاج . و
في سياق آخر عبر الشاب عبد المنان، بأن الفضل يرجع بعد الله لخاله الذي شجعه
وسانده واعترف بموهبته، واعتبرها تجربة تستحق
التضحية من أجلها، لأنه يمكن أن يجعل منه مخرجا مبدعا في المستقبل، فبالرغم من طابع
القصر الذي يمكن أن يتصف به على المستوى الزمني والمكاني، ومن عدد المشاهد التي يمكن
أن يتضمنها.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن الكوميديا على اليوتوب وسيلة لفك قيود هذه الأزمة
التي خلفتها جائحة كورونا.
أيوب تاسي