بقلم مصطفى منيغ سفير السلام العالمي
التأييد حاجة وتصريفه لواقعٍ مُعاش حاجة ثانية، بالمُطلق المُساعِد للتحرُّك
على القاعدة المعنيّة ثانية بثانية ، لم يتأخَّر عرب الجوار به سراً أو في الجهر بسخاء
شعوراً بالروابط الأبوية ، و كذا تصرفوا حتى في أقصى الغرب بشهامة وأنفة وشديد حِنِّية
، التأييد التام المتبوع بتضحيات جسام المادية و الأدمية ، فكانت فلسطين به عاصمة كل
دولة عربية ، حاضرة مهما كان المقام يتشرَف بها مانحاًَ لها حقَّ الأولوية ، ما ظلَّت
صامدة مدافعة برفع لواء الحرية ، في مواجهة لا تتوقَّف إلا بسحق كل المؤامرات الصهيونية
، والإعلان عن قيام دولة فلسطينية ، قائمة على إنصاف الصابرين والأخذ بيد العائدين
من الأمصار البعيدة كالدانية ، وزرع الطيبات على ارض تسعى من زمان لمثل المهمة لتصبح
بما تنتج عن مد اليد جد غنية .
... دارت الرحى الإسرائيلية
بدهاء الجنيّة ، لتطحن التحام الشعب الواحد بتدخل غير مباشر لعملاء منهم من لا زال
حيّ في حماية الأعداء ومنهم من غيبتهم المنية ، فدُفنوا في حفر الخيانة أسماء أصحابها
غير منسيّة ، فانقلبت الوضعية لتنفرد "غزة" بأصحاب أللحي الكثيفة و"الضفة
الغربية" بمن أيديهم مكَتّفة وعن كلاهما المقاومة (الحَقَّة الموجَّهة للاستقلال
وليس للضرب والهرب) مُستغنية ، ويصل صاحب الفخامة الرئيس المدرب على الكياسة لمسايرة
ما أملته عليه إسرائيل من سياسة المراهنين
،على ضياع ما تبقى من الأرض الفلسطينية ، القضية قضية وقت ليس إلاّ ليصبح مثل
القول يعكس رغبة انجاز تلك النية ، ليستمر وجودهم على كراسي وهمية أدخل بحبوحة مرحلة
آتية لمُخيّخهم دُهاة مخابرات الصهاينة ، المطلوب وفوراً إنهاء مثل المهزلة التي طالت
حتى تميّعت لتؤشر عن قرب موعد حصول المصيبة العظمى "غزة" تنظم (خلالها) للمساحة
اللبنانية ، باتفاق بين المموّل "القطري" والهيمنة الإيرانية ، و"الضفة
الغربية" تتم قراءة الفاتحة عليها بسلطتها الآنية ، فعلى "فتح" تكسير
القيود والتخلي عن تلك العهود الصبيانية ، والتوجه من جديد لتنفيذ ما اجتمع الرواد
علي تحقيقه بتأسيسها ، وصولاً بالكفاح للهدف الأمنية ، تحرير فلسطين كل فلسطين من تلك
الزبانية ، المغموسة يديها في دم الأبرار يصبغون بأحْمَرِهِ حقوق الفلسطينيين عامة
شبه المنتهية ، اللهم بصيص أمل سكن قلوب شباب يترقبون الفرصة من لنضالهم المستقبلي
بانية ، ولتكن "فتح" نِعْمَ الراعية بدل جلوسها أثار بعد عين محاطة بكل مُقلقة
نابية ، ممَّا لمرجعيتها النضالية غدت نافية ، ولولا ما يرتديه أفرادها من زيّ عسكري
لنعتوها بالفانية ، ولتبحث تلك المنظمة التي كان شعارها مركزا على "التحرير"
لتصبح آلية يركب عليها مَن يلبسون بتجميدها الحرير ويرشون أبدانهم بالعطور الفرنسية
، ويقودون افخر السيارات الألمانية ، ويأكلون بالمُحضّرة على الطريقة الأمريكية المصحوبة
بالأجبان الهولندية ، ويجوبون الأقطار بصندوق فارغ يرجعون به مملوءا بالعملة الصعبة
ونقداً ما دامت الشيكات تقيدهم بأدلة لا تنفيها حتى المفهومة عند الإفرنج بالبائِنَة
، بل ولتسأل تلك المنظمة الموقرة عقلها عمن يدفع أجورها السنوية ، وبالتالي هل فكَّرت
في مصيرها كحامية كانت لكل الثوابت والقيم والركائز الأساسية الوطنية ، حالما يصل التوقيت
الذي نبَّهنا لوصوله وبإمكانها السؤال عنه السلطات المختصة الأردنية ، أم ذكرى ما وقع
لتستقّر وقائدها آنذاك الراحل ياسر عرفات فوق الأراضي التونسية ، تجنبها الوقوع في
مأساة إن لم تستعد لإنقاذ كيانها .