adsense

/www.alqalamlhor.com

2021/09/16 - 12:27 م

بقلم الأستاذ حميد طولست

مباشرة بعد ظهور نتائج استحقاقات 8 شتنبر، سارع عموم البيجيديين ، في انفعالية عاطفية مبنية على قطعية دوغمائية بعيدة عن التفكير العميق وأدوات التحليل المنهجي ، لكيل جميع أنواع التهم للسلطات لكل التنظيمات السياسية المنافسة التي تسيدت الانتخابات دون حزبهم ..

وحتى لو فرضنا جدلا ، بصحة حدوث بعض الخروقات الانتخابية التي اعتدنا وقوعها مع أي استحقاق ، وعلى رأسها بعض حالات التزوير وتأثير المال السياسي ، فإنها لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون -ولو صحت - السبب الرئيسي في ما مني به حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية من فشل لم يكن أحد يتوقع أن يكون مريعا بهذا الشكل التراجيدي الذي حول حزبا أغلبيا وازنا تمثيليا وسياسيا، إلى حزب بلا فريق برلماني  ومحروم من مقاعد مجالس المدن والجماعات والجهات التي كان يصول ويجول في تسييرها ، خاصة وأن هذه الانتخابات حظيت بتتبع ومراقبة منظمات دولية وإقليمية، وبرلمانات وطنية ودولية، وهيئات غير الحكومية والمجتمع المدني" ناهز عددها 5020 ملاحظا وطنيا ودوليا، يمثلون عدة دول من إفريقيا وأوروبا وآسيا والعالم العربي، الذين أكدوا جميعهم في استقلالية وحيادية تامة أن هذه الانتخابات جرت في ظل ظروف عادية وبطريقة ديمقراطية وشفافة وفقا لأعلى المعايير والمساطر الدولية المؤطرة للعمليات الانتخابية ، التي سجلت أنه لم يتم تسجيل أي حادث قد يؤثر على شفافية الاقتراع على مستوى جميع جهات المملكة.

أما العودة الغبية لأسلوب الدورشة وسياسة ركوب المظلومية التي تعتمد لإظهار للعموم أن العدالة والتنمية حزبا مظلوما بسبب اضطهاد وزارة الداخلية ، وتكالب جميع الأحزاب السياسية والإعلام والقاسم الانتخابي والمال ، فيبقى مجرد استخفاف مريب بالوعي السياسي للمواطن المغربي وتسطيح فضيع لقراءة نتائج الانتخابات ، والتمويه والتغطية على الأسباب الحقيقة الذي يغمضون الأعين عنها ، والتي من بينها على سبيل المثال لا الحصر: أولا : عجز حزب العدالة والتنمية "الاسلام السياسي" من تكوين دولة القانون العادلة .

 سوء تدبير الاختلافات الداخلية، وما نتج عنها من انقسام داخلي وشلل تنظيمي وانفراط للثقة بين قيادات الحزب وبين قاعدته الانتخابية.

السكوت عن تجاوزاتٍ بعض مسؤولي الحزب الذين وقعوا في إغراءات السلطة وجاذبية امتيازاتها ،واستسلامهم لنزوات صغيرة بطرقة مثيرة ، الحقت بصورة الحزب داخل المجتمع خدوشا  ساهمت في تبديد رأسماله الرمزي الأخلاقي.

فشل الحزب في فرز" كاريزما" قيادية جديدة من داخله ، الذي أثر سلبا على تواصله مع المواطنين سواء من الموقع البرلماني أو الحكومي أو الجماهيري .

وغير ذلك كثير من الأسباب التي جعلت الناخب المغربي يصوت عقابيا ضد هذا الحزب الذي حكم البلاد لمدة 12 سنة، ورسخ أطره وكوادره والموالين له بمختلف المؤسسات والإدارات ، ويعيده إلى حجمه الذي كان عليه قبل 2011 ، ويطير بعد ذلك فرحا كما هو حال كاتبة التدوينة العجيبة التي هنأت من خلالها الشعب المغاربي بقولها: "صباح الخير ايها المغرب الجميل، طوبى لك لقد تحررت من الشوفينية الدينية..ومن المتاجرين باطهر ما في الوجود لقد تحررت ايها الشعب الواعي الصبور".