adsense

/www.alqalamlhor.com

2020/05/08 - 12:39 ص

بقلم عبد الحي الرايس
لاَ يُرِيدُ تَحَرُّراً من الْقِيَمِ والقوانين، إنما يَنشُدُ تَحْريراً من الاستلاب والتبعية والمَيْز والحيْف والتدجين، فَلوْلا المعارضة ما عُرِفَ البديل، ولولا النقدُ ما كان التقويم، وصدق قولُهُ عَزَّ من قائِل: "ولوْلا دَفْعُ الله الناسَ بعْضَهم بِبعْضٍ لَفسَدتِ الأرْض"
جَحَرْتُمُ الناسَ فانْجَحَرُوا، وانْضبَطُوا اقتناعاً بمُسوِّغات الْعَزْل، فلا تُمعِنُوا في التكْميم، هم إبَّان الحجر داعبتهم الآمال، وراودتهم الأحلام، في غدٍ أفْضل، ومُجتمعٍ أمْثل، بكلِّ الأعرافِ والمقاييس، فلا تُبدِّدُوا الآمال، ولا تُجْهِضُوا الأحلام، وسارعُوا إلى إنْضاج البديل، والتبشير بالعدل، وانتفاءِ التمييز، أشْرِكُوهُم في تفْعيل الحكامة، واطرحُوا الرأيَ، وأجِيدُوا الإصغاءَ إلى رَجْع الصَّدى، وأقنِعُوهم، وفاجئُوهم بما يُعبِّئُ لا بما يُنفِّر، وبما يَسْمُو بهم نحْوَ الرفاهِ والتكريم، لا بما يَهْوِي بهم إلى اليأس والتفقير.
إنما تتقدم الشعوبُ وتنهضُ الأمم بإيفاء الأفراد حقوقهم في التعليم، والتطبيب، والمأوى، والتشغيل، وفي الإعلام والتعبير، ومتى تَنَسَّمُوا عَبِيرَ الحرية أدركُوا معنى المسؤولية، فعشقوا الأوطان، وتفانَوْا في الإخلاص، وتنافسُوا في الْعَطاء.
عَتمَة الحَجْر تُشِيعُ في النفوس الإحباطَ والقنوط ، فاغْنمُوا فرصتَهُ لِتُدْخِلوا عليها الانشراح والحُبُور، وأعِدُّوا الناسَ لما بَعْدَ الْحَجْر يُعَدِّلُوا السلوكَ، ويتداركُوا الأخطاء ، وابعثوا فيهم روح التكافل والنجدة، والتعبئة والصحوة، تنالُوا التجاوبَ والثقة،  والمحبة والْحُظوة.
وهم أثناءَ الحجر ـ وقد كانوا قبله ـ يتطلعُون إلى النموذج التنموي الجديد، فَلْيَكُنِ التبشيرُ بالبديل، مُحققِ الأحْلام، وصانعِ التغيير.....