بقلم محمد مقدام
ألا تستحق ثريا القرويين ،
هاته التحفة الفنية والتراثية التي تشهد للعالم على حظارتنا منذ عصور ان تثار
ضجة وزوبعة حول
اختفائها من جامع
القرويين ؟؟؟؟؟
تعتبر الثريا الكبرى
لجامع القرويين من أجمل الثريات بالعالم الإسلامي. يعود أصلها إلى أشغال توسعية وإصلاح
المسجد الإدريسي التي قام بها الأمراء الزناتيون بدعم من الخلفاء الأمويين بالأندلس.
وفي سنة 1204 تحت حكم السلطان محمد الناصر
تم تغييرها، كما تشير إلى ذلك كتابة منقوشة عليها بثريا أخرى أكبر حجما، بحيث أضيف
البرونز إلى المعدن الناتج عن إذابة التحفة الأصلية. وقد تكلف بإنجاز المشروع القاضي
الفقيه أبو محمد عبد الله بن موسى بأموال من مداخل أحباس المسجد1.
علقت هذه الثريا
تحت القبة ذات التعاريق الموجودة في ملتقى البلاط المحوري والبلاط الذي يربط باب الصالحين
بباب سبع لويات بواسطة ممسك. يتكون هذا الأخير من قولب طوقي ناتئ وموشور سداسي الأضلاع
وكرتين مخرمتين وحاملة قناديل، ويتخذ جسم الثريا شكلا مخروطيا يتدرج على سطحه 12 صفا
من قناديل الزيت أي ما مجموعه 327 قنديلا،
وتتوج أطراف قاعدة المخروط بشرافات مسننة.
يتخذ الجزء السفلي
للثريا شكلا ذو إثنى عشر ضلعا يتكون من 12 لوحا مستطيلا تتوسطها أقواس ذات زخارف نباتية
مخرمة وتحدها من كل جانب حاملات ترتبط بالصحن المتدرج، أما داخل الثريا فتزينه قبة
صغيرة ذات تعاريق. هذه الأخيرة تشكل من خلال تداخلها ألواحا مثلثة وأخرى معينة غير
متماثلة مزخرفة بعناصر نباتية مخرمة وجميلة.
إضافة إلى مجموعة
الزخارف النباتية المشكلة من السعيفات البسيطة والمزدوجة، تزين ثريا القرويين عدة كتابات
منقوشة صنع بعضها بخط نسخي مزين بعناصر نباتية، وبعضها الآخر بخط كوفي جميل.
يرى هنري طيراس
أن ثريا القرويين تعتبر أكبر وأجمل ثريات العالم الإسلامي التي تعود للعصر الوسيط،
إضافة إلى كونها أقدم قطعة من هذا النوع في الفن المغربي-الأندلسي بعد ثريا تازة. وقد
مارست تأثيرا على كل الإنجازات الفنية المماثلة خلال العصور اللاحقة وخاصة خلال الفترة
المرينية"