بقلم الكاتب الصحفي
عيسى فراق الجزائر
الزواج ليس مجرد
وحدة بين جسدين، ولكنه تآلف واتفاق و انسجام بين شخصيتين تختلفان جذريا في التكوين
والتنشئة والفكر ،وقد يبدأ الزوجان حياتهما بغير حب ولكن لا تلبث الأيام أن تقرب ما
بينهما .وقد يتزوج على النقيض من ذلك الشاب بفتاته التي عرفها وأحبها قبل الزواج وإذا
به يكتشف أن ما كان بينهما ليس أشبه بسراب صحراء قاحلة.وعليه إذن ليست هناك قاعدة يمكن
الاستناد إليها في تحديد العوامل التي تساعد على نجاح أو فشل الزواج ".* الملل
أعدى أعداء الزواج وأمام هذا الحال كيف يكون موقف الزواج وما موقف الزوجين بعد الارتباط
والزواج ؟ وعدو الزواج الملل والملل يصيب الرجل والمرأة على السواء ،وهو ناتج عن عوامل
عدة ،فقد يكون الباحث عليه الشعور أحد الزوجين أو كليهما معا من أن غايات الزواج قد
أاستنفذت الأغراض المباشرة له .
وقد تشعر الزوجة
بأن حياتها الجديدة مع زوجها لم تحقق لها ما كانت تحلم بسعادته وقد يشعر الزوج بالعبء
الذي بدأ بتحمله وعجزه عن الوفاء بالتزاماته إزاء متطلبات البيت والأطفال بعد أن أصبح
أبا. ويجمع علماء النفس عامة"أن الشعور بالملل ليس مقصورا على الأزواج في شتى
مراحل حياتهما الأولى فقد يصيب أي الزوجين في أية مرحلة من عمر زواجهما مع فارق ولو
أن الأسباب في هذه الحالة الأخيرة تختلف عن الأسباب التي ولدت هذا الشعور في مراحل
مبكرة .
المرأة أكثر شعورا
بالملل إن الزوجة في هذه الحالة الأخيرة تكون أكثر إحساسا بالشعر بالملل ،فهي في هذا
السن المتقدم لا تجد حولها رفيق يؤنس وحدتها بعد أن كبر الأبناء وتركوا البيت وتزوجوا
،سوى زوجها الذي شاركته حياته الطويلة ،ومن هنا تبدأ الزوجة تشعر بالغيرة تأكل قلبها
من كل شيء يأخذ زوجها منها من الكتاب الذي يقرأه والأفلام الذي يتابعها والأصدقاء الذين
يلتقي بهم ليقضي معهم جانبا من أوقات فراغه .وليس معنى ذلك أن الغيرة لا تعرف طريقها
إلى قلب الرجل ، فهو إنسان ولا يمكن لبشر أن يكون مجردا من تلك العواطف البشرية فالرجل
يغار على امرأته ولكنه لا يشعر بالخطر الذي تشعر به هي عندما تراه ينظر ويهتم بامرأة
أخرى ، حتى ولو كانت أقل منها جمالا أو علما أو مكانة .....ان أكثر حالات الطلاق تتم
بين المثقفين، لأنه ليس للتعليم علاقة بطبيعة المرأة، ومهما بلغ الرجل من علم ومعرفة
ومكانة فكثيرا ما يضعف أمام مغريات الحياة..." وبذلك فالرجل هو الرجل والمرأة
هي المرأة منذ أن كانت الحياة على هذه الأرض".