بقلم الاستاذ حميد
طولست عضو المكتب الإقليمي ل UGTM بفاس سابقا
أمام تحول كورونـا
إلى جائحـة مهددة للصحة العامة في معظم أنحاء الأرض ، وما فرضته من إجـراءات فوريـة
حاسمة للتضييـق على اجتياح وبائه ، الذي ألزم نصف سكان العالم منازلهم ، وعلق مصالحهم بإغلاقه لجل المؤسسات والمتاجر وحده من حركة التنقل
والعمل والدراسة ، وأمام ضرورة استمرار تسـيير الحيـاة اليوميـة للناس ، والتخفيف عبء
الظرفية الاجتماعة والاقتصادية وىلاسياسية التي يعيشونها ، والتي كان لابد معها من
الإبداع والاجتهاد في ايجاد وسيلة لتخطي هذه
الأزمة غير المسبوقة ، وتنفيذها على النحو الأمثل الذي يجعل العمــل يســتمر
في جل المؤسســات والمصالـح العمومية والخاصة،
خدمة للناس ، الفرصة والإمكانية التي لن تتأتى إلا باللجوء إلى التكنولوجيا
الرقمية التي تُتيح إمكانية القيام بكل الأعمال عن بعد ، بما فيها الاحتفاء بفاتح ماي
الذي تنتظره الطبقة العاملة بفارغ الصبر للتعبير عن معاناتها والتي ستعطي الاحتفاء
بفاتح ماي ، شكلا وصيغة غير مسبوقة في التاريخ النقابي لموازاته مع حظر التجمعات الجماهيرية
الهاذفة لتفادي انتشار وباء كورونا، والذي يبدو أنه لم ولن يُثني المركزيات النقابات
العالمية عن استعمال التيكونولوجيا الرقمية واستغلال منصاتها كبديل لتخليد العيد الأممي
للطبقة العاملة لسنة 2020 ، ورغم ما تمرّ به بلدان العالم ومن ظمنها المغرب ، من ظروف
اجتماعية واقتصادية وسياسية صعبة ، أخلت الشوارع من المسيرات العمالية -أهم الأدوات
الأساسية للحركة النضالية- والتي دفعت بإيطاليا لإقامة العرض الموسيقي الضخم الذي اعتاد
على تنظيمه الاتحادات النقابية الرئيسية بدون
جمهور ، كما ستحي الدانمارك السويد والنرويج الإحتفال بعيد عمال افتراضيا تنقل على
الشبكات التلفزيونية العامة في بث مباشر.
الإجراء الذي لم
تحد عنه الكثير من النقابات المغربية ، التي
أعدت مركزياتها للمنتسبين "برامج نضالية إلكترونية" ستُبث على صفحاتها الرسمية
على فيسبوك ، كما فعل الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس السيد ادريس
أبلهاض الذي قرر تنظيم تظاهرة فاتح افتراضيا
عبر خطاب عمالي اختارت له القيادة مركزية الاتحاد العام للشغالين عنوان: "نبقاو
متضامنين" ، بعد أن استحالة تنظيمه ميدانيا كما دأبت على ذلك الشغيلة ، ونفس الإجراء
قررته الكونفدرالية الديمقراطية للشغل نهجه ، لتخليد فاتح ماي 2020 تحت شعار
"مواصلة النضال من أجل إعادة بناء الدولة الاجتماعية لمواجهة أزمات وصدمات المستقبل"،
ما سيعطي لفاتح ماي لهذه السنة نكهة خاصة وطعما خاصا ،أنه يأتي في ظل هذا الظرف الاستثنائي
المطبوع بتفشي جائحة فرضت حالة الطوارئ الصحية
على الصعيد الوطني والعالمي..