بقلم الكاتب الصحفي
عيسى فراق ـ الجزائر
ما أجمل أن يدخل
الزوج البيت وهو صافي النفس ويقابل الزوجة والأبناء بابتسامة حانية وإن كان بينه وبين
زوجته شيء بسيط تناساه وعفا وسامح من أجل أم الأولاد التي تتعب من أجله ومن أجلهم طوال
اليوم، ويصير كالنسمة الندية في الربيع، وهو موجود في البيت.
وعلى الزوجة أن
تقابل هذا التصرف من زوجها بالرضا والابتسامة ولا تبدأ معه بطرح مشاكل الأولاد والبيت،
بل عليها أن تختار وقتاً آخر، وإذا كان في نفسها شيء تجاه زوجها إثر مناقشاتها القديمة
لموضوع معين عليها أن تعفو وتسامح من أجل الحفاظ على زوجها، حتى لا تغضبه وتنكد عليه
عيشته ولا تنهال عليه بالأسئلة.. لماذا لم تأت بكذا وكذا ولماذا لم تذهب إلى المحل
الفلاني لشراء كذا وكذا، بل عليها أن تؤخر هذا الحساب وتخفف من لهجتها وتعلم أن من
لم يتحقق الآن يمكن مع الصبر ومع الأيام أن يتحقق وخاصة إذا كان الزوج يعاني من ضائقة
مالية.
والملاحظ في دنيا
الناس. فاختيار الوقت للمناقشة والحوار شيء مهم، ويا ليت الحوار يكون في أمور أخرى
غير مشاكل البيت، بل يمكن أن يكون في مناقشة لموضوع ثقافي مثلاً، وعلى الزوجين أن يتعاهدا
ألا يتأثرا بالخلاف أثناء المناقشة فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وعلى كل طرف
أن يسامح الطرف الآخر إذا بدر منه شيء.
وعلى الزوجة العاقلة
أن تحافظ على زوجها الذي يكرمها ولا يهينها، فتتفاخر به أمام الآخرين وتناديه بأحب
الأسماء والكني وتخضع له وتنفذ كلامه وتبتعد عن القسوة في الكلام وعلى الزوج ألا يقول:
قومي، تعالي، كأوامر، ولو قال يا حبيبتي اعملي كذا أو اغفري لي كذا أو ذكريني بكذا
بأسلوب راقٍ لا شك أن ذلك سينشر السعادة في البيت لأن الأولاد يتأثرون بسعادة أو تعاسة
الأبوين.
إن العفو والتسامح
بين الزوجين أو في المجتمع عموماً يؤديان إلى حياة سعيدة ولا يبلغ هذه الدرجة إلا الذين
انفتحت قلوبهم لهدي الإسلام وتفاعلت نفوسهم بأخلاقه السمحة.
يقول المصطفى صلوات
ربي وسلامه عليه يقول: ألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات؟ فقالوا: نعم يا رسول
الله. قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك»..
والتسامح زينة
الفضائل والعفو عند المقدرة من شيم الكرام والنفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح دون
أن تتأثر بأي مؤثر، ومن عفا ساد ومن حلم عظم كما جاء في الحكمة.