بقلم الأستاذ حميد
طولست
في ظل الظروف الوبائية
الخطيرة التي عرفتها البلاد مع انتشار وباء كورونا ، وفي الوقت الذي التزمت فيه غالبية
المواطنين بالحجر الصحي ، الذي أوقف كل الأعمال والأشغال والتجمعات والتظاهرات وألغى
حركة السيارات حماية لأنفسهم وأسرهم وبلدانهم ، في هذا الوقت بالذات ، ألقى رجال الصحة
بكل أصنافهم أطباء وممرضين وصيادلة وإسعافيين وفنيي المختبرات ، بأنفسهم بكل شجاعة
واستبسال في أحضان العدوى الضارية ، ساعين لهزمها بإخلاص و جدية واتفانٍ وحرفية شديدة
، خدمة للمجتمع وحماية للمواطنين ، والتي سطروا فيها أروع أمثلة البطولة والوطنية ،
في واحدة من أقسى المعارك الإنسانية التي تبوؤوا فيها الخطوط الأمامية في كافة ربوع
البلاد داخل المستشفيات وخارجها ، لاستقبال المصابين بـالـ"فيروس والمشتبه في
إصابتهم به، ناسين ومتناسين ما واجهوه مع البعض من سوء المعاملات التي وصلت في أحيان
كثيرة إلى العنف البدني ، وهم يؤدون مهنتهم الإنسانية في بيئة لا تمكن أوضاعها من القيام
بدورها في علاج ورعاية المواطنين، ومنظومة صحية لا توفر أدني المقومات الطبية التي
تجعل مهنة التطبيب تحضى بالاحترام والتقدير ، الذي كانت تحضى به مند ابقراط ، الوضع
المخزي الذي كان وراءه إصرار بعض مسؤولي الصحة على البقاء في السلطة أطول زمن ممكن
كأهم مشرع اجتماعي عملوا على تحقيقه ، الأمر الذي لا يسعنا معه الا أن نعتذر ونتأسف
للطب والأطباء على ما فعله المتآمرون منا على الوطن وسلامة المواطنيين ، ونزجي آيات
الشكر والتقدير لكل مهنيي الصحة بكل أصنافهم على ما يقدمونه من مجهودات جبارة لخدمة
الإنسانية جمعاء ، وبالمناسبة لابد أن نقف لهم بالإجلال والتقدير الذي يستحقونه بجدارة
وأمتياز ، كما وقف الجيش الصيني لتحية طواقم زملاءهم عند عودتهم من مدينة "ووهان"
منتصرين على الوباء ، وكما وقف الإيطاليون في شرفات بيوتهم يحيون ويشكرون الأطباء ،
الذين تعرض الكثير منهم للهلاك لتظل مهنة الطب من أعظم المهن الإنسانية على الاطلاق
، بكل ما تحمله الإنسانية وتبشر به من خير عام للبشر جمعاء وليس لنوع معين دون غيره
، وكما يقال :"الإنسانية برعم مزروع في داخل كل إنسان، فيهم من يرعاه وينميه ،
ويأخذ به نهجا في الحياة ، وفيهم من يهمله ويشوهه ويوليه ظهره.