تتوالى تقاطر الإشادات
والتنويهات، من قبل مجتمعات مدنية ومواطنين ومواقع الكترونية، وكذا عبر مواقع للتواصل
الاجتماعي..، وكلها تحيي تجند الساهرين على مواجهة تفشي فيروس كورنا، وتخص هذه الإشادات
والتنويهات كل من السلطات المحلية وأعوانها، شرطة، جيش، أطر صحية، متطوعين و.. و وهم
يستحقون أكثر من ذلك، لانخراطهم في حماية الوطن والمواطنين.
إلا أنه يلاحظ
بكل أسف شديد، إستثناء من التنويه والاعتراف
بمجهوات فئة ساهرة على حماية محرومين من حريتهم وراء الأسوار، حيث أن هناك رجال ونساء
يسهرون على حماية النزلاء بالمؤسسات السجنية، فعلا إنهم يؤدون واجبهم المهني؛ لكن حسهم
الوطني والإنساني دفعهم للانحراط في مواجهة الوباء، وطبقوا على أنفسهم وعلى النزلاء
الحجر الصحي، من أجل حمايتهم و حماية وطنهم.
ولأن القانون يمنع
تصوير أو نقل سير الحياة داخل هذا الفضاء المغلق؛ إلا وفق مسطرة إدارية و قانونية صارمة،
حماية لخصوصيات المواطنين المحرومين من حريتهم..لا تجد من يولي الإهتمام لتلك الفئة
من رجالات أمن السجون، من موظفين، أطر صحية، وإخصائيون نفسيون..، و لا من يعترف بمجهوداتهم،
مما يسبب لهم نوعا من الأسى النفسي، خصوصا في هذه المرحلة، التي يشيد فيها الكل بتضحيات
أطرنا الطبية و رجالات السلطة و قوات الأمن .. المشكورين على مجهوداتهم.
فتحية لهذه العيون
التي لا تنام، هؤلاء المرابطون، الذين
يضعون حياتهم بين أكفهم في ظل هذا الظرف العصيب، والذين لا يريدون منا لا جزاء ولا شكورا، بل يريدون الانتصار في هذه المعركة،
ضد هذا الوباء.