الصمت هو سيد الموقف بمدينة فاس، ليس هناك صوت، ولا حتى همسة،
الطرق والشوارع مهجورة، الحدائق خاوية على عروشها، فاس خلت من سكانها، إلا ممن اضطرتهم
الظروف للعمل أو الإعالة.
تنام المدينة بأكملها نوما عميقا، وتظل عيون ساهرة من أجل
أن تنام المدينة في ظروف هادئة.
تحية لهذه العيون التي لا تنام، تحية خاصة لرجال السلطة وأعوانها،
تحية لشرطتنا ودركنا وقواتنا المساعدة، تحية لكل العائلة الصحية، تحية لكل مغربي حر
جعل نفسه فداء لإخوانه، يذود عنهم في ظل هذا الظرف العصيب كل هؤلاء مرابطون من أجلكم
يضعون حياتهم بين أكفهم، لا يريدون منكم جزاء ولا شكورا، الشكر الوحيد الذي يمكن أن
نقدمه لهم هو أن نظل في بيوتنا ونلزمها ولا نغادرها حتى ننتصر في معركتنا ضد هذا الوباء.
تحية لعائلة المجتمع المدني التي انخرطت في حملات تحسيسية
بكل تفان وجدية، تحية لهم على ما أبانوا عليه من حس وانتماء وطني،
فاس التي نريدها، فاس التي نعشقها، ستعود إلى سابق عهدها،
فاس التي أبان سكانها على وعيهم التام بما اتخذته السلطات من اجراءات في سبيل أن يتجاوز
مغربنا هذه المرحلة بدون خسائر.
هكذا نريدكم للبيوت
ملازمين ، ولكل من نذر نفسه لراحتنا شاكرين، هكذا ننتصر في معركتنا ضد خصم كلنا له
هدف لا يفرق بين وزير ولا فقير.
من كان في جوفه كلمة، فليصمت حتي نتجاوز المحنة، إن غدا لناظره
قريب.
فاس سينتصر، بل والمغرب كله سينتصر بوعي أبنائه.