بقلم الأستاذ حميد
طولست
يقول افلاطون:
"الجهل أصل كل شر".
بقدر ما سرنتي
، وغالبية المواطنين المغاربة ، التدابير والاجراءات الوقائية التي اتخدتها الدولة
، المسؤول الأول عن حماية الصحة العامة ، وتولت الحكومة بكل جهات الاختصاص بها تطيقها
لمواجهة مخاطر هذا الوباء الذي يهدد وجودنا ووجود البشرية جمعاء ، بقدر ما ساءني الانفلات
الذي عرفته مدن فاس طنجة تطوان وسلا ، التي جابت شوارعها جماعات الفكر النكوصي المتطرف
، خارقة قانون الحجر الصحي، في تحد سافر لقرار
السلطات العمومية ، واستهتار كبير بصحة المواطنين، الذي يعد جريمة في حق الوطن والمواطنين ، لا تقل
عن أي من جرائم الارهاب المهدد لحياة الناس وحاضرهم ومستقبلهم ، المدانة قانونا وشرعا
، والتي على أجهزة الدولة متابعة عصابات الجهل والخرافة الداعية لها ، ومحاكمة المشرفين
عليها والمنظيمن لها ، المستغلين للكوارث ، من أجل إثبات حضورهم السياسي الباهت ..
لم أتفاجأ كما غيري كثير، بما حدث ليلة السبت، من
تحريض، لم يكون عفويا و لا تلقائيا ، على التمرد على ما فرضته الظروف العسيرة والخطيرة،
التي نصارع فيها جميعا، مجتمعا ودولة وقوى حية في البلاد، انتشار وباء كورونا، بالإمتثال
لقرار الحجر الصحي ، الذي ضرب به عرض الحائط ، أولئك الذين يشكلون خطورة على حياة أبناء
الشعب وأمنهم واستقرارهم، بدعواتهم الإمتناع عن تطبيق حالة الطوارئ ، التي لا تحمل
ابعادا سياسية أو جغرافية ، ولا تخص إلا الحفاظ على صحة الناس وسلمهم الأهلي والمجتمعي
، وفقا لما تقتضيه المصلحة العامة ، والتي إتخذها مستغلو الأزمات رهينة لتحقيق مصالحهم
الأيديولوجية الحزبية والشخصية الضيقة ، بما ينشرونه من خرافة وجهل وضلال باسم الذين
، الذين يجب أن يُتعامل معهم بمسؤولية قانونية وأخلاقية ووطنية ، واتخاذ في حقهم جميع
الاجراءات اللازمة التي على رأسها وضعهم في حجر ثقافي فكري وأدبي إجبار طويل الأمد
، بدل كالحجر الصحي الذي فرضته خطورة كورونا والذي تمردوا ضده ، بل حجر ، يحررنا من
وباء جهلهم وأميتهم وسطحيتهم وعدميتهم ، ويقضي على فيروسات وجراثيمهم الفكرية المؤثرة
على الناشئة والبسطاء أكثر من غيرهم.
فمعركتنا أكبر
من مواجهة فيروس رغم خطورته ، بل هي معركة
ضد الجهل والغباء والإسفاف والتتفيه الذي يروجه تجار الدين، ضدا في كل ما يخالف توجهاتهم
المذهبية والطائفية ، من القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة والعادات القيمة التي تسهم
في تحقيق التنمية والرفع من مستوى عيش المواطنين ، وتفضح فسادهم ..