جددت وزيرة الشؤون
الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية السيدة أرانشا غونزاليز لايا، يوم أمس
الجمعة بالرباط، التأكيد على موقف بلادها الصريح والواضح والحاسم من قضية الصحراء المغربية،
مبرزة أن مدريد تدافع عن مركزية الأمم المتحدة في البحث عن تسوية لهذا النزاع.
وأكدت السيدة غونزاليز
لايا، التي تقوم بزيارة عمل للمغرب، خلال لقاء صحفي مشترك مع وزير الشؤون الخارجية
والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، على أن موقف إسبانيا بشأن
قضية الصحراء هو " موقف دولة، وليس رهينا بتغير الحكومات أو التحالفات".
وفي هذا الصدد،
جددت المسؤولة الاسبانية، التي كانت تتحدث في أعقاب محادثات مع السيد بوريطة، التأكيد
على الموقف الذي عبر عنه رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، أمام الجمعية العامة
للأمم المتحدة، حيث لم يتطرق لمسألة تقرير المصير.
وأضافت رئيسة الدبلوماسية
الاسبانية، أن بلادها تدافع عن مركزية الأمم المتحدة في البحث عن تسوية لهذا النزاع
الإقليمي في إطار قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما أعربت عن دعم
مدريد للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بهدف التوصل
إلى تسوية لهذا النزاع.
وأشادت، أرانشا
غونزاليز لايا، على جودة العلاقات المغربية الاسبانية، موضحة أن اختيار الرباط لتكون
أول محطة ضمن زياراتها للخارج بعد تعيينها في منصب رئيسة دبلوماسية بلدها ليس صدفة،
وذلك بالنظر إلى العلاقات العميقة والاستراتيجيةالتي تربط البلدين الجارين.
وأبرزت في هذا
الصدد الأهمية التي يكتسيها التعاون الاقتصادي الثنائي، باعتبار أن أكثر من ثلث الاستثمارات
الاسبانية متمركزة في المغرب، الذي يعد أيضا ثاني شريك اقتصادي للدولة الايبيرية خارج
الاتحاد الأوروبي، كما أن إسبانيا تعتبر أول شريك تجاري للمغرب.
وسجلت المسؤولة
الاسبانية أن اللقاء الذي جمعها بالسيد بوريطة كان مناسبة للتأكيد على تقارب وجهات
نظر البلدين بشأن قضايا مختلفة، معربة عن رغبة الحكومة الإسبانية في إضفاء دينامية
أكبر على العلاقات الثنائية، في أعقاب الزيارة التي قام بها العاهل الإسباني فيليب
السادس إلى المغرب في فبراير 2019.
وأشارت الوزيرة
الاسبانية، التي أشادت بالإصلاحات التي أطلقتها المملكة في عدة مجالات، إلى أن المغرب
منطقة مستقرة في محيط مضطرب.
وقالت إن إسبانيا
تعتبر تعزيز الروابط مع المغرب اختيارا ذكيا وملائما للطرفين، مؤكدة على ضرورة ارتياد
مجالات جديدة للتعاون، لا سيما التربية، والثقافة، والعلوم والتكنولوجيا.
وبعد أن أبرزت
التعاون بين البلدين في مجال محاربة الارهاب والهجرة غير الشرعية، أوضحت أن الطرفين
اتفقا على عقد اجتماع من مستوى عال في أقرب الآجال، وذلك بهدف تفعيل المبادرات التى
نوقشت خلال هذا اللقاء.
كما أكدت على رغبة
البلدين في تعميق تعاونهما داخل الاتحاد الاوروبي، بهدف إضفاء دينامية أكبر على العلاقات
مع جنوب أوروبا، لكي تصبح علاقات خاصة وفريدة من نوعها بين الرباط وبروكسيل.
وقالت أيضا إن
البلدين عازمان على تعزيز تعاونهما في مكافحة التغير المناخي، مؤكدة أهمية تعزيز التعاون
بين الرباط ومدريد على مستوى الحوض المتوسطي وأفريقيا والساحل.
وكانت الوزيرة
الإسبانية، التي تقوم بزيارة عمل للمغرب، قد أجرت صباح أمس الجمعة محادثات مع رئيس
الحكومة، سعد الدين العثماني.