بقلم عبد الحي
الرايس
الإنعاشُ في التصوُّرِ
فضاءٌ مُعقَّمٌ معزول مُعَدٌّ لاستقبال مريضٍ مُقبلٍ على عملية، أو عائدٍ منها لتقديم
الإسعافات الضرورية، وإخضاعه للعناية المركزة اللازمة.
غير أنه في المشافي
على تنوُّعها ـ بين خاص وعام ـ وتفاوتِ مستوياتها ـ بين انشغالٍ بالمريض واشتغال عنه
ـ يبقى الإنعاشُ متأرجحا بين استيفاء المعايير ورفع درجة الاهتمام، وبين تدنيها في
التجهيزات والمعدات، وفي تعامل الممرضين والممرضات.
والتنقل من مَشْفى
إلى آخر يُتيحُ فرصة الملاحظةِ والموازنة بين:
ـ إنعاشٍ يُجَمَّعُ
فيه المرضى ليُعامَلُوا كقطيع بأدواتٍ مُشتركةٍ مُغفلةِ التعقيم ـ قد تكون سبباً في
نقل العدوى، فيَصِلُ المريضُ إليه بداءٍ ليخرجَ منه بأدْوَاء.
ـ وإنعاشٍ يُقارب
النموذجَ والمثال، فيحظى بتدقيق في التجهيز، وعنايةٍ في التمريض والتطبيب.
وإذا كان كل مَرْفق
أو مجال يحتاج إلى استمرار الصيانة والعناية، ومداومةِ التفقد والمراقبة فإن قسْمَ الإنعاش خاصةً
أحْوَجُ ما يكون إلى مراجعةِ تجهيزاته، وتفقُّدِ مستوى خِدماته، إذا شِيءَ للخدمة الطبية
أن تتمَّ على أحسن حال، وللحالة المرضية أن تحظى بأوْفى علاج.
عديدة هي المشافي
التي تستهل عملها بأحدث تجهيز وأمثل تأطير، ولكنها لا تلبث أن تستكين إلى الرتابة،
وبمرور الأيام يرين عليها الإهمال، فتتقادم التجهيزات، يتلف منها ما يتلف، ويضيع منها
ما يضيع، فلا تعرف إصلاحا ولا يطرأ عليها تغيير، فإذا بها تصير عنواناً على رتابة الممارسة،
وغياب اليقظة والملاحظة.
وإذا جاز الإغفال
أو التغافل في أي مجال، فإنه في مجال التطبيب والإنعاش لا يُقبل بأي حال من الأحوال.