إن تصريحات عبد
الإله بنكيران التي تشكك في توجهات اللجنة المكلفة بإعداد تصور النموذج التنموي الجديد
والتي تحاول أن تخندق أعضاءها بأن لهم نظرة ضد الدين الإسلامي فهو كلام خطير وغير
مسؤول من طرف شخص كان رئيسا للحكومة وكان أمين عام سابق لحزب سياسي يتولى تدبير الشأن
العام .
إن هذه الخرجة
الغريبة في مضمونها ينبغي أن يكون لها مع بعدها ولا يمكن المرور عليها مرور الكرام،
ولا ينبغي أن تكون منصة النقابة الإتحاد الوطني
للشغل بالمغرب مكانا للقبول بهذا الكلام.
و التحريض الذي مارسه بنكيران ضد اللجنة التي لم
تشرع بعد في عملها يحتوي على تهديد مباشر ليس
ضد اللجنة بل تجاه الدولة بجميع مؤسساتها وتشكيك المغاربة في أعضاءها وفي المحتوى والمضمون
الذي ستخرج به .
ما قام به هو شيطنة اللجنة بمكوناتها بأن لها توجه ضد الدين الاسلامي
فهو تجسيد للكراهية و إشاعتها داخل المجتمع وتجاه أعضاءها .
فهل هو مطلع على أفئدتهم
قد يكونوا أشد إيمانا منه وأكثر رحمة
منه في الوقت الذي اختار أن يكون بقلب من حجر وهو يمرر وحزبه قانون التقاعد المشؤوم
ضد الموظفين بالزيادة في الإشتراك و عدد السنوات
وهذا نموذج بسيط من قراراته التي ستكون محل مخاصمة بينه وبين البسطاء أمام الله .
في الوقت الذي
ينعم بمعاش مدى الحياة بدون أي إشتراك ومعفي من أي ضريبة أين هي العدالة وأين هي مبادئ وأخلاقه الإسلام في ذلك .
هذه اللجنة ليست
لها مهمة النظر في الحلال و الحرام وعلم المواريث وغيرها من الأمور الدينية، بل هي لجنة لوضع تصور تنموي اقتصادي و اجتماعي من
خلال عدة مجالات و مستويات برؤية مستقبلية
ليكون تصورا عاما لتوجهات الدولة و
مؤطرا للسياسة العامة ،و السياسات العمومية
.
وليكن في علم بنكيران
أن الأحزاب بما فيها حزبهم قدم تصورا حول النموذج التنموي الجديد فكيف له يزايد على
اللجنة، وليعلم أن هذا المستوى الاجتماعي و الاقتصادي الذي يمر منه المغرب راجع بالأساس
لتدبيره السيئ و الغبي ، ما عليه إلا أن يراجع منسوب المديونية التي سيدفع المغرب من
حاضره و مستقبله الكثير وهذا الارتفاع راجع بالأساس لتدبيرهم الشأن العام واستفحال
عملية الاقتراض الدولي بشكل كبير جدا وصل الى درجات قياسية لم تعرفها باقي الحكومات
السابقة ، في الوقت الذي كان للمغرب فرصة كبيرة
ما بعد دستور 2011 لتحقيق ظفرة تنموية كبيرة ولأنه رجل بكو كلام ، وليس بكلام الحلقة
سنصنع التنمية وسنحل المشاكل الاجتماعية... و لازال الكثير يتجرع مرارة قراراته السوداء.
ما يحتاجه المغرب
و المواطنين ليس المزايدة باسم الدين والاستغلال السياسي له فذكاء المغاربة أضحى أكثر يقضة ولن يستغفلهم مرة
أخرى بحربائية سياسية مقيتة تحت جلد ديني
.
هذه اللجنة تتوفر
على كفاءات عالية المستوى ليس من مستواها ولا حاجة للجنة بمثل هذه الطينة ، ماذا قدم
لما كان في موقع المسؤولية الذي جعل السياسات العمومية تدبر بمنطق الصدقة و الاحسان
.
و الأكيد أن اللجنة لن تبني تصورها بمنطق أعضاء اللجنة
بل سيكون انفتاح على جميع مكونات المجتمع وجميع الفاعلين و المؤسسات وجميع فئات المجتمع
و استحضار المجال ، ولا يمنع ذلك أن يقدم حزب وأي مواطن وجمعيات المجتمع المدني وجميع
الفاعلين و المؤسسات في ابداء اقتراحاتهم للجنة ، أما ما قام به بنكيران من تصريح فهو خطير جدا .
فهل حزبهم له مرجعية
حزبية فالواقع أن القانون التنظيمي للأحزاب السياسية رقم 28.11 واضح في مادته
الرابعة التي تقر ببطلان كل تأسيس لحزب سياسي يرتكز على أساس ديني أو لغوي أو عرقي
أو جهوي،أو بصفة عامة على أساس من التميز أو المخالفة لحقوق الإنسان .
فالدين لجميع المغاربة حتى لا يزايد أحد باسم الدين ،كما ان اللجنة لا تضم تمثيلية الأحزاب
السياسية حتى يتم الإبتعاد عن المزايدات السياسية التي مل منها المغاربة .
وينبغي هنا أن
تتبرأ نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب وكذا الأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية
و رئيس الحكومة سعد الدين العثماني من تصريحات بنكيران الخطيرة و اللامسؤولة وإلا سوف تكون مشاركة في تسفيه لجنة النموذج التنموي
الجديد ، و ضرب منسوب الثقة ، إنها سياسة ابتزاز مكتملة السيناريو و الاخراج لأن هذا
الخروج بهذا التصريح بهذا الشكل وفي هذا التوقيت بالذات ومن فوق المنصة ليس بريئا بالمرة ، بل هي خطة محبوكة.