الإسلام هو إخلاص
الإيمان والطاعة لله تعالى وحده، والسلام مع خلقه، أما خرجة عبد الإله بنكيران الغريبة
والمتهورة التي لم تأتي من باب الواجب الديني والفضيلة ومحبة الوطن ، إنما من باب تقديم
نفسه وحزبه وتنظيمه النقابي من خلالها ، كمدافعين عن استقامة المغاربة ، وكحراس على
سلامة دينهم ، فما هي إلا دليل قاطع من بين عشرات الأدلة على العصبية الجاهلية العمياء
، الكامنة فى دهاليز ووديان النفوس والذوات المعقدة ، والعقول المسطحة ، والآراء المعطلة
، والعقائد الجامدة ، والأيديولوجيات الفارغة ، وفي النعرات الخلافية الترخيصية المهيجة
للأحقاد ، والصراعات الغوغائيين المشيعة للكراهية ضد أي طفرة تنموية تقدمية مجتمعية
يمكن أن تنتشل المواطن من بؤسه المفتعل، وتحقق له مطالبه الطبيعية وحقوقه الثابته ،
-التي ليست منّة من الحكومة أو السياسيين - التي تعتبرها القوى الظلامية العدو اللدود
والمناهض الأول للإسلام والمسلمين ، ويجدُّون في شيطنتها وتسفيهها وإعاقة مساراتها
، باختلاق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المفتعلة ، المكرسة للقلق الوجودي
والنفسي ، بهدف فرض السطوة والتجبر على بسطاء المجتمع ، مدفوعين إلى ذلك بلهطة تبادل
المنافع ، و شبقة تقاسم المصالح والمكاسب الريعية ، الوجه الحقيقي للديماغوجية الإسلاموية
التي ظلت متخفية وراء أقنعة المزايدات الدينية السطحية السخيفة ، المبنية على الكذب
والخداع والتضليل السياسوي ، الذي سرعان ما أسقطت الخرجة المتهورة -التي لا ينبغي المرور
عليها مرور الكرام - القناع عن نواياه الحربائية المتوارية تحت عباءة التقية السياسية،
وفضحت غايتها الابتزازية المبيتة من وراء تسفيهها للجنة كلفها الملك محمد السادس لإعداد
التصور التنموي الاقتصادي الاجتماعي المستقبلي ، الجديد لتوجهات الدولة ، والذي لا علاقة له ،لا من بعيد أو قريب ، بأمور
الدين ولا بخلافات رجالاته ونقاشات فقهائه حول حلاله وحرامه ، والتي كان يمكن تُتَّخذ
دريعة للتحريض غير المسؤول والتجريح غير المقبول ، الذي وصل حد تكفير مكونات الجنة
التقنية العالية المستوى ، بسبب العمل لم تشرع
بعد فيه ، والدي ليس فيه ما يمس بالدين أو يشكك به ، أكثر من الذي أتخذه بضاعة للاتجار
به ، والمزايدة باسمه واستغلاله في سوق السياسة .
السلوك غير المسؤول الذي من المؤكد ، أنه قد وضع
رئيس الحكومة الحالي وحزبه الذي يتولى تدبير الشأن العام ، في موقف حرج ، أمام الملك والشعب والضمير، وأنه
سيدفع بهما ، إلى إعادة النظر في موقف كبيرهما -الذي كان رئيسا للحكومة سابقا وأمينا
عاما سابقا- باعتبار أن تداعيات موقفه، يمكن أن ترفع من منسوب العداء لسياسات الحزب
والحكومة ، ويشكك في مدى ولائهما للوطن والتزامهما بثوابته الوطنية ، واستعدادهما لإعادة
النظر في علاقاتهما بمن يرهن مصالحه بقضايا مصيرية للوطن.
وفي انتظار ما
يبين حسن النوايا ، أذكر الغافلين أن ذكاء المغاربة أضحى أكثر يقضة ، وأصبح يرفض أن
يستغفل باسم ، ويتطلع إلى مغرب جديد ملؤه الصدق والشفافية والاختيار الصحيح للرجل المناسب
في المكان المناسب ، بغض النظر عن الدين والمعتقد والجنس..