adsense

/www.alqalamlhor.com

2019/12/22 - 12:08 ص


بقلم الاستاذ حميد طولست


الإسلام هو إخلاص الإيمان والطاعة لله تعالى وحده، والسلام مع خلقه، أما خرجة عبد الإله بنكيران الغريبة والمتهورة التي لم تأتي من باب الواجب الديني والفضيلة ومحبة الوطن ، إنما من باب تقديم نفسه وحزبه وتنظيمه النقابي من خلالها ، كمدافعين عن استقامة المغاربة ، وكحراس على سلامة دينهم ، فما هي إلا دليل قاطع من بين عشرات الأدلة على العصبية الجاهلية العمياء ، الكامنة فى دهاليز ووديان النفوس والذوات المعقدة ، والعقول المسطحة ، والآراء المعطلة ، والعقائد الجامدة ، والأيديولوجيات الفارغة ، وفي النعرات الخلافية الترخيصية المهيجة للأحقاد ، والصراعات الغوغائيين المشيعة للكراهية ضد أي طفرة تنموية تقدمية مجتمعية يمكن أن تنتشل المواطن من بؤسه المفتعل، وتحقق له مطالبه الطبيعية وحقوقه الثابته ، -التي ليست منّة من الحكومة أو السياسيين - التي تعتبرها القوى الظلامية العدو اللدود والمناهض الأول للإسلام والمسلمين ، ويجدُّون في شيطنتها وتسفيهها وإعاقة مساراتها ، باختلاق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المفتعلة ، المكرسة للقلق الوجودي والنفسي ، بهدف فرض السطوة والتجبر على بسطاء المجتمع ، مدفوعين إلى ذلك بلهطة تبادل المنافع ، و شبقة تقاسم المصالح والمكاسب الريعية ، الوجه الحقيقي للديماغوجية الإسلاموية التي ظلت متخفية وراء أقنعة المزايدات الدينية السطحية السخيفة ، المبنية على الكذب والخداع والتضليل السياسوي ، الذي سرعان ما أسقطت الخرجة المتهورة -التي لا ينبغي المرور عليها مرور الكرام - القناع عن نواياه الحربائية المتوارية تحت عباءة التقية السياسية، وفضحت غايتها الابتزازية المبيتة من وراء تسفيهها للجنة كلفها الملك محمد السادس لإعداد التصور التنموي الاقتصادي الاجتماعي المستقبلي ، الجديد لتوجهات الدولة  ، والذي لا علاقة له ،لا من بعيد أو قريب ، بأمور الدين ولا بخلافات رجالاته ونقاشات فقهائه حول حلاله وحرامه ، والتي كان يمكن تُتَّخذ دريعة للتحريض غير المسؤول والتجريح غير المقبول ، الذي وصل حد تكفير مكونات الجنة التقنية العالية المستوى  ، بسبب العمل لم تشرع بعد فيه ، والدي ليس فيه ما يمس بالدين أو يشكك به ، أكثر من الذي أتخذه بضاعة للاتجار به ، والمزايدة باسمه واستغلاله في سوق السياسة .
 السلوك غير المسؤول الذي من المؤكد ، أنه قد وضع رئيس الحكومة الحالي وحزبه الذي يتولى تدبير الشأن العام ،  في موقف حرج ، أمام الملك والشعب والضمير، وأنه سيدفع بهما ، إلى إعادة النظر في موقف كبيرهما -الذي كان رئيسا للحكومة سابقا وأمينا عاما سابقا- باعتبار أن تداعيات موقفه، يمكن أن ترفع من منسوب العداء لسياسات الحزب والحكومة ، ويشكك في مدى ولائهما للوطن والتزامهما بثوابته الوطنية ، واستعدادهما لإعادة النظر في علاقاتهما بمن يرهن مصالحه بقضايا مصيرية للوطن.
وفي انتظار ما يبين حسن النوايا ، أذكر الغافلين أن ذكاء المغاربة أضحى أكثر يقضة ، وأصبح يرفض أن يستغفل باسم ، ويتطلع إلى مغرب جديد ملؤه الصدق والشفافية والاختيار الصحيح للرجل المناسب في المكان المناسب ، بغض النظر عن الدين والمعتقد والجنس..