بقلم الأستاذ حميد
طولست
من المأكد أن تصريح
وزير التجهيز السيد اعمارة ، خلال إجابته عن الأسئلة الشفوية بالبرلمان، يوم الأربعاء
4 دجنبر 2019، بخصوص دخول منع ركوب الأشخاص على متن "التريبرتورات" حيز التنفيذ
بشكل صارم ، لمن الأمور الهامة التي طالما تطلع إليها المواطن المغربي ، وطالب بتقنين
بتنويلها على هذا النوع من عربات نقل البضائع ، ومنع تحولها إلى وسيلة مواصلات لنقل
البشر ، ليس في الشوارع والطرقات العامة والسريعة للحواضر الرئيسية فقط ، ولكن حتى
بالمناطق الهامشية والقرى النائية ، التي عجزت الحكومة عن توفير وسائل نقل آدميه بها
، لما فيها من تعريض حياة المواطنين لمخاطر الموت ، سواء بسبب وعدم مطابق تلك العربات
للمواصفات الأمنية ، وضعف صلابة هياكلها وقلة إتزانها على الطرقات ، وانعدام توفرها
على الأبواب وأحزمة الأمان ، أو بما يسبب فيه عبث سائقيها بقوانين السير من أزمات مرورية
، وغير ذلك مما تخلقه هذه العربات من المشاكل
الطرقية، التي حتمت التفكير الجاد- الذي أتمى أن يكون قد خضع للتشخيص السليم ، الذي
يفضي إلى التشريع القويم والمؤدي بدوره إلى إيجاد الحلول الصحيحة والعلاجات الناجعة
لمشاكل المواطنين، وألا يكون إرتجاليا ، كقرار إغلاق معبر باب سبتة المحتلة في وجه
ممتهني التهريب المعيشي والذي سرعان ما تُروجع عنه - في الحد من فوضاها المؤرقة ، وفرضت
البحث عن آليات ناجعة اللحد من مخاطرها التي لم تعد تضر بالوجه الحضاري للبلاد ، ولا
تشوه مظهرها الجمالي ، ولا تعبث بقوانينها المرورية فقط، وأصبحت تمس سلامة المواطن
المغربي وتعبث بحياته ، بعد لم يعد وجودها مقتصرا على القرى والمناطق النائية ، وانتشر
في كل وقت وفي أي إتجاه كالنار في الهشيك ، في جميع المدن المغربية ، التي أصبحت تعاني
من ويلات ديوعها الفضيع وإنتشارها المهول ، الذي يبقى التخلص منه غاية لن تتحقق إلا
بتوقيف استيرادها - كاملة أو على شكل قطع غيار يتم تجميعها في ورشات ومصانع عشوائية-
الذي ازدهر مع سياسة الباب المفتوح والإمتيازات الحاتمية التي خص بها رئيس الحكومة
السابق عبد الإله بنكيران إخوته في العدالة والتنمية التركية ، مساهمة منه ومن حزبه
العدالة والتنمية المغربي ، في مساعدة -بطلهم المغوار- أردوغان على الخروج من الضائقة
المالية والهزة الاقتصادية التي تعرفها تركيا التي مُنحت شركاتها التجارية ومقاولاتها
الصناعية ، كاملة الحرية لإختراق الأسواق المغربية ، التي أصبحت المقاولاته الصناعية
تعاني من المنافسة الجائرة للسلع التركية ، التي تغولت في ظل اتفاقية التبادل التجاري
الحر، التي اختل معها ميزان التبادل التجاري لفائدة الأتراك .
الأمر الذي يطرح
العديد من التساؤلات حول موقف الحكومة ومجلس النواب ، الذي يفرضه الإنتماء الوطني والغيرة على البلاد ، من
الإتفاقية التجارية المخربة للاقتصاد المحلي ، والمعيقة لفرص تحقيق التنمية بالمنطقة
في كل المجالات ، والتي جاءت بهذا "التريبورتور" الذي ربما يقول قائل بأنه
يشكل أداة توفير فرص عمل لمن ضاقت بهم طوابير البطالة ، ومصدر دخل للعديد ممن أغلقت
في وجوههم أبواب الرزق ، وربما يذهب الكثير ممن ضعفت عندهم ثقافة الوطنية ، وقلت لذيهم
الغير عليه ، إلى ما هو أبعد من ذلك ، فيشيدون بمساهمته في حل جزء من مشاكل المواصلات ، وتوفير فرص عمل للشباب
، واللذان عجزت الحكومة عن توفيرهما للموطن المغربي ، كمطالب طبيعية وحقوق الثابته
لكل إنسان ، والتي هي ليست منّة او انجاز للحكومة أو السياسيين.
الطرح غير المقبول
ولا المنطقي ، والذي لا يتماشى مع قاعدة : "درء المفاسد يترجح على جلب المصالح حتى إذا استويا " الذي
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشفع لأي كان بالاستمرار في هذه مزايدات السياسة والزبونية
والمحسوبية ولهطة تبادل المنافع والمصالح وإهداء المكاسب الريعية المعرضة لاقتصاد الوطني
للخراب ، وحياة المواطنين لمخاطر الموت ، من أجل التقرب والمحاباة لجهات داخلية وخارجية
بعينها...