adsense

/www.alqalamlhor.com

2019/11/19 - 9:41 ص


بقلم عبد الحي الرايس
فما أكثر المشاكل والمتاعب التي تنجم عن غيابها، أو إهمال صيانتها حتى عند حضورها.
ومنظمة الصحة العالمية ـ عبر المنتظم الدولي ـ رفعت شعار "الطبيعة تناشدنا"سنة 2018، و" لا تترك أحداً يتخلف عن الركب" سنة 2019.
وهي بذلك ما تفتأ تدق ناقوس الخطر وتثير الانتباه إلى أن أزيد من أربعة ملايير من بني الإنسان لا يجدون مرافق صحية آمنة ، وأن قرابة المليار منهم يقضون حاجتهم في العراء بكل ما يترتب عن ذلك من مخاطر وأوبئة وأدْواء.
ولكل ذلك انعكاساتُهُ السَّلبية على التربة والماء والهواء، وتهديدُهُ لأمْن وصحةِ بل وحياةِ الإنسان.
والهدف السادس من أصل سبعةَ عشرَ هدفاً للتنمية المستدامة ينصُُ على ضرورة أن يكون في متناول كل فردٍ مَرافقُ صرفٍ صحي آمنة في أفق 2030
ولعل بلاد الهند بعدد سكان يقارب المليار والنصف كانت سباقة للاستجابة فرفعت التحدي، وأطلقت حملة لتوفير مائة وعشرة ملايين مرحاض في ظرف خمس سنوات بين 2014 و2019 وُصِفَتْ بأنها أكبرُ حملة ناجحة لتغيير السلوك في العالم.
وقد يتوفرُ المرفقُ الصحي، ولكن إذا غاب عنه الماءُ والصابون، فلنْ يَسْلمَ الإنسان.
وثمة ظواهرُ ينبغي أن تُتداركَ وتُعالج، منها:
ـ أن حواليْ ثُلُثِ المدارس في العالم تخلو من هاته المرافق.
ـ وأن كثيراً من الحواضر تُعْنَى بتجميل الساحات، وتهيئة الشوارع، ولا تُلْقِي بالاً إلى ضرورةِ توفير الصِّحِّي من المَرافق.
ـ وأن العديدَ من المقاهي والمطاعم والمؤسسات والمحلات تُولِيها العناية عند الافتتاح، غير أنها تتجهزُ بها في المستوى الأعلى دون اهتمامٍ بالْمُعَاق، وكثيراً ما تتعرضُ لديها لإهمال الصيانةِ والتفقُّد، نتيجة التقادم، وغيابِ المراقبةِ والمؤاخذة.
وإذا كان مما يُسجَّلُ للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ببلادنا أنها أسهمتْ في إحداث مرافقَ صحيةٍ في بعض الأحياء، إلا أنها تظل مدعوة إلى رفع سقف التحدي، والعمل على التعميم والتَّعداد
ولعل التصورَ الأمثل:
ـ أن تحرصَ الدولة عبر الجماعات والمؤسسات والْمُنْشآت والْمُوسِرين من الخواص على تعميم المرافق الصحية، والتحفيز على إحداثها، تتنافس في ذلك المدن والقرى في مختلف الساحات والمسارات، والمداشر والأحياء.
ـ وأن تجعلها في مُتناول السليم والمعاق
ـ وأن تُجهزها بالماء والصابون
ـ وأن تجعل الصيانة اللحظية لها مُلازمة مستدامة.
فمتى يتحرك لدينا الاهتمامُ بالمرافق الصحية ؟ ونحرصُ على تعميمها وجعلها مطلباً سريعاً وأولوية؟