من منا لا يملك سروال
من الجينز ، أو حقيبة من الجينز ، أو قطعة ملابس من الجينز ، بالتأكيد لا يوجد فذلك
النوع من القماش الذي أحدث ثورة في عالم الملابس والموضة والأزياء ، وأصبحت شركات متعددة
تتنافس في صناعة الجينز ، وفي ابتكار تصاميم جديدة له .
وقصة ابتكار الجينز
هي قصة ذكاء وكفاح ، فهو منتج تاريخي ظهر منذ أكثر من 150 عام ، بل وظهر بنفس اللون
السائد الآن وهو اللون الأزرق بكل درجاته ، ومع ذلك لم تختفي موضة الجينز ، بل ظلت
موجودة وزاد تطورها ، بل والغريب أن هناك شركة أزياء عالمية ، استخدمت قماش الجينز
في صنع فساتين زفاف ، وعرضتها بأسعار باهظة ويزيد الإقبال على ارتداء الجينز لكونه
قماش قوي ومتين ومريح ومتعدد المواسم.
قصة ابتكار الجينز :
ولد ليفي شتراوس Levi strauss في ألمانيا عام 1829م ، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام
1847م ، بحثًا عن الذهب وعاش في نيويورك ، وفي عام 1853م حصل على الجنسية الأمريكية
، وكان يعمل في مجال بيع الأقمشة .
حيث افتتح شركة له
بالشراكة مع أخته لبيع الأقمشة والملابس ومستلزمات الخياطة ، بل وأحياناً كان يقوم
بتصميم بعض السراويل لزبائنه من الطبقة الفقيرة ، من عمال المناجم والبحارة ورعاة البقر
وكانت السراويل تصنع من الخيش البني .
ولكن عانى العمال
من سهولة قطع تلك السراويل ، وعدم احتمالها للعمل الشاق ، والمجهود المبذول في العمل
وسرعة تلفها ، فاقترحت عليه زوجة أحد العمال أن يقوم بشراء أشرعة السفن ، وهي مصنوعة
من قماش الدينيم المتين ، ليحيك منها السراويل
وحاك العديد من السراويل
باستخدام قماش الدينيم المصبوغ باللون الأزرق ، وكان أحد زبائنه يدعى
جاكوب دافيز Jacob Davis ، وهو حائك كان يقوم
بشراء الأقمشة من شركة ليفي شتراوس .
وفي عام 1872م أرسل
جاكوب دافيز رسالة إلى ليفي شتراوس ، ليخبره فيها عن تمكنه من ابتكار طريقة لمنع تمزق
السراويل بسهولة ، وهي استخدام المسامير المعدنية المصنوعة من النحاس ، في المناطق
المعرضة للتمزق بسهولة ، مثل منطقة الجيب .
وقد مكنته تلك الطريق
من إكساب السراويل المصنوعة من الدينيم الأزرق القوة ، بل وأصبحت أكثر متانة وعملية
وتحمل الأعباء الشاقة لعمال المناجم والبحارة ، ولذا عرفت بأن ملابس الجينز هي ملابس
وظيفية فقط للعمال .
وأراد جاكوب دافيز
أن يحفظ اختراعه لئلا أحدهم يسرق فكرته ، فطلب تسجيل براءة اختراع لتلك الفكرة ، لكن
كانت مكلفة وتحتاج 68 دولار ، فقرر الاستعانة بصديقة التاجر ليفي شتراوس ليقرضه ذلك
المبلغ .
ووعده تسجيل ذلك
الاختراع بأسمائهما معًا ، وفي 20 مايو عام 1873م ، حصل اختراعه على براءة اختراع من
الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية ، وأصبح ذلك اليوم هو اليوم العالمي
لعيد ميلاد الجينز .
ومن ذلك اليوم لقي
ذلك النوع من القماش ، وتلك الطريقة في صناعة السراويل ، شهرة كبيرة وكان يباع بسعر
1.46 دولار ، وأقتصر ارتداءه على طبقة العمال ، خاصة أصحاب الأعمال العضلية الشاقة
، مثل عمال المناجم .
وقامت شركات بتطويره
، منها شركة ليفيز العالمية وهي شركة أسسها ليفي شتراوس في سان فرانسيسكو بأمريكا ،
تعمل في مجال تطوير مصنوعات الجينز ، بل ونجحت الشركة في صنع سراويل جينز للنساء بعد
أن أقتصر ارتداء الجينز للرجال فقط ، وحققت الشركة أرباح سنوية قدرها 157 مليون دولار .
وقامت شركات عالمية
كبري متعددة ، في تطوير صناعة الجينز والتنافس في ابتكار تصاميم أنيقة ومتنوعة من الجينز
، ومنها شركة كالفين كلاين ، والتي استطاعت تحقيق أرباح أسبوعية قيمتها 12 مليون دولار
من صناعة الجينز ، كما من الجدير بالذكر أنه يرجع اسم الجينز إلى أن قماش الدينيم ،
كان يتم استيراده من بلدة إيطالية تدعى جنوة ، وتلفظ جينز ومن هنا أتت التسمية جينز.