تراءت لي مدينة
الشمس المضيئة بعد أن اندثرت مدينة الضباب عندما حجبتها غيوم الليل الحالم.. انتابتني
حينها حساسية مفرطة ضد الانتظار اللامتناهي بين بيادق الشوق الذي اعتراه الخمول والكسل
...
في تلك اللحظة
قطعت على نفسي عهدا بأن أختار السعادة الوردية بدل هذا الحزن والأسى المميت...أمسكت
بيدي قنديل الأمل أضيء به درب الحياة.. وأنطلق بسرعة وأنا أمتطي صهوة الصبر ، وأداوي
جراح الشوك الدامي بهمسات الرجاء الواعد..
وصلت الى مدينة
الربيع أين براعم الكلمات قد تفتحت، ونبضات الأمنيات قد أزهرت وبدايات الأحلام قد أثمرت
وهي تصد هرج ومرج الغوغاء التي بداخلي.. هنا تنتحر الاهات والأنات بعد تعليق مشنقتها
من قبل محكمة العقل الحالم.. وتدفن جثة الكسل والتراخي وينتهي موسم البكاء والنحيب..وتظهر
زنبقة الأمل الواعد وريحانة الحس المرهف والحنين الصاعد مع ذرات الهواء الى أعالي السماء..
مع انبلاج فجر جديد ونهاية الليلة الظلماء..فيجاملني الصباح بقطرات الندى وهو يغازل
أنغام الحياة العذبة.