adsense

/www.alqalamlhor.com

2019/04/26 - 11:13 م


بقلم الأستاذ حميد طولست

عشية عيد العمال ، حملت القلم لأكتب ، كعادتي كل سنة ، عن هذه المناسبة العالمية ، فلم أجد في جعبتي ما أقوله عنها ، تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ، أكثر مما استهلكت وكررت كببغاء غبي حول ما سابق من الأعياد ، رغم ما تزاحم بذاكرتي من حكايات أيام النضال النقابي الجميلة وأحداثه المتخمة بصور وسير النقابيين الشرفاء ، وحتى لا يقال أني متنكر لنضالات الذين كتبوا تاريخ العمل النقابي بدمائهم ، وحفروه على جبين الزمان بأظافرهم ، قررت التوجه إلى عمال بلادي ومن خلالهم إلى كل شغيلة العالم ، بخالص التهاني والمتمنيات بالعيش الكريم المعطر برائحة الحرية والديمقراطية ومبدأ المساوه والعدالة الاجتماعية المحصنة من عصبية نقابات الأحزاب المسعورة بركوب أكتاف الطبقات المسحوقة ، والمركزيات المسكونة بالتآمر على الديمقراطية التى يأمل تحقيقها الكادحون ذوي القلوب المتوجعة .
وأدعوا الله من كل قلبي أن يقي الكادحين ، من اقتتال الذين تخلوا عن المعاني السامية والجليلة وذات الحمولة العميقة للنضال ، من قبيل "الشرف" و"المبادئ" و"القناعات" والذين لا هم لهم غير تمكين الأهل والجماعة والعشيرة للسيطرة على مقاليد أمور العمال، لغايات في نفوس "اليعاقبة" -ج يعقوب إن صح التعبير- الذين فوتوا على العمال المساكين الكثير من فرص الترقي والازدهار ، بتركيزهم على المطالب الجزئية، التي حولت الكثير من النقابات الى مؤسسات بيروقراطية يقتصر عملها على فض نزاعات العمل ، في غياب تام لعمل النقابي الديموقراطي الذي يتيح المجال لجميع العمال وشركهم في القرارات والهياكل النقابية بما يسمح بانتاج إطارات وعمل نقابي بديل ومبتكر ، همه الوحيد والأوحد ، سلامة العمال وأمنهم وتحسين ظروف عملهم  وأجرهم وكل ما يتعلق بعيشهم وكرامتهم، والذي يجب ألا يتخلف القادة عن طرحه على طاولة المسؤولين وأصحاب القرار لبحثه ومناقشته واستنتاج النتائج ، بعيد عن الأنماط النقابية التقليدية التي يكتفى فيها المسؤولون بتهنئة العمال عبر وسائل الاعلام بيومهم العالمي فقط.
وأخيرا كل عام وأنتم يا عمال بلادي والعالم ، أقوياء ، أقوياء بقناعاتكم الوطنية الراسخة ، أقوياء بحبكم الدائم الحضور لوطنكم ، أقوياء بأمانتكم وإيمانكم التاريخي المحصن ، الذي وردت فيه رواية "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" ، لأن ضعف المظلوم يقوي الظالم على ظلمه ، وبالتالي والبديهي أن من لا يسعى لأن يكون قويا ، فإنه قد يشارك في وقوع الظلم عليه ، كما يشير إلى ذلك قوله سبحانه وتعالى في سورة يونس:" ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين"آية 85 ..