بقلم الأستاذ حميد
طولست
رغم وجودي خارج
الوطن ، لم أستطع مقاومة الرغبة العارمة في المساهمة في اليوم الدراسي الذي ستنظمه
"جمعية أبواب المشور فاس الجديد" بفضاءات سيدي مجبر حول: دور الأبواب في
التنمية السياحية والثقافية والتراثية للمدينة " والتي تم إختيار الأبواب العتيقة
والكثيرة للمشور فاس الجديد ، التي بنيت لحمايتها من الهجوم والغزوات الخارجية ، والتي
تطالع عيوننا هنا وهناك لتروي تاريخ فاس وعراقتها من خلال الفن المعماري ، كأهم العناصر
التي تُعطي الانطباع الأول عن المنشأت المعماريّة ، مدنا وقصورا ومعابد وبيوتا ، وتؤكد
بالملموس على ذوق ساكنتها ، وعن براعة ومهارة صناعها المغاربة، ورقي الفن المعمار المغربي
المتميز ، الذي اهتم بها مند القدم ، كإمارة للمنشأة المعماريّة، كما في المثل الشعبي
المغربي : "إمارة الدار على باب الدار" وزينتها وسترها وقفل أسرارها وأمانها
، وأول ما يواجه الساكن أو الضيف عند ولوجها وآخر ما يراه عند مغادرتهامن تصاميمها
البسيطة ، التي كانت على شكل صخور ثقيلة تسد فتحات الكهوف في الغابات أو الجبال ، والتي
تطورت صناعتها متدرجة من البساطة المتناهية، إلى التعقيد والإتقان ، بعد تدخل على خط
صناعتها، الفنانين التشكيليين والمزخرفين والحرفيين المهرة المعززين بما عرفه تاريخ
البشرية من تعدد تقنيات ومواد وخامات وأشكال وتصاميم تصنيعها ، الذي توحل معه بعضها
تحفا فنيّة ، ووصلت حد الإعجاز الفني والجمالي والتقني الذي جعلها تُغلق وتُفتح بــ
"التيلي كوموند" أو بالاستشعار الحراري،
أو بالبصمة الصوتيّة، أو بكلمة السر، التي تذكرنا بــــ "افتح يا سمسم" Sésame,
ouvre-toi كلمة السر السحريّة التي كان يستخدمها "علي
بابا" لفتح بوابة المغارة التي خبأ الأربعون حرامي فيها الكنوز في أسطورة علي
بابا والأربعين حرامي ، وفي ألف ليلة وليلية ..
ومهما كانت واقعيّة
الأبواب ، و مهام تعددت وظائفها ومهماتها التي كانت في البداية تتلخص في عزل الداخل
عن الخارج ، وتأمين الطمأنينة والأمان والحرية للساكنة ، فإن ما أضيف لها من وظيفة
تنمية السياحة الثقافية والتراثية للمدن الموجود بها ، ومهمة اختزال ذاكرة المرحل والتأريخ
لمعتقدات ومفاهيم وعادات ناسها ، لا يقل أهمية عن وظائفها ومهماتها الأساسية ، رغم
كونها تبدو فرعية ، والذي أتمنى أن يتمكن المتدخلون في اليوم الدراسي المزمع عقده يوم
24مارس بسيدي مجبر بفاس الجديد ، من الخروج من مناقشتها بتوصيات كفيلة بالترويج لأبواب
فاس الجديد ،تنمية للسياحة ..ومع كامل تقديري من مندينة أكثر من 60 مليون سائح ..