من المؤسف فعلا، أنه في الوقت الذي تحاول فيه بلادنا جاهدة أن تخطو خطوات عملاقة في مجالات حيوية وإستراتيجية من أجل استشراف مستقبل أفضل يليق بهذه الأمة وتاريخها، نكتشف جزئيات أشبه بالبارازيت تعيق هذا النمو وهذا التقدم بل أكثر من ذلك إن لم يتم معالجتها والقضاء عليها تصبح خطرا يهدد بنسف كل هذه المجهودات
من المؤسف فعلا ،ومن المنهك أيضا أن نجد أنفسنا في كل مرة مضطرين إلى العودة الى السفح من أجل الإشتغال على الأبجديات وإعادة تحديد المفاهيم لبعض القطاعات من أجل الإنطلاق ، مسألة من المفروض أن المغرب تجاوزها بمراحل، وهي مسؤولية يتحملها من يترأس تدبيرها مثلما يحدث في الآونة الأخيرة مع قطاع الرياضة وتحديدا كرة القدم وشغب جماهيرها المخترقة وصداعها الذي أضحى مزمنا
من المؤسف فعلا أن يعتقد السيد وزير الرياضة أن إنجازاته تنحصر في التأهل الى كأس العالم أوالظفر بهذه الكأس أوتلك وعليه كما علينا أن لانفتخر كثيرا بتلك التيفوهات التي ترفعها الجماهير ولا ينبغي أن تحجب علينا أن بعضا من تلك الرؤوس التي تحملها هي مخترقة بشتى أنواع المخذرات، ومرشحة أن تخترقها أشياء أخرى….لا ياسيدي هذا مفهوم خاطئ ومغالطة تحيد بنا عن الهدف النبيل للرياضة والمتمثل أساسا في الروح الرياضية وتوسيع ممارسة الرياضة لدى المواطنين العاديين وليس فقط المحترفين، سيكون إنجازا عظيما لوقدم لنا السيد الوزير وأخبرنا بارتفاع عدد المغاربة الذين يمارسون الرياضة من مشي وركض وفق خطة يتبناها وأخبرنا أنه وفق هذا الإرتفاع انخفض عدد المصابين بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وداء السكري الذي نحتل فيه مرتبة متقدمة وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية،سيكون إنجازا عظيما، لأن هذه الأمراض هي التي تؤثر في السلوك؟ وستجعلنا أكثر تحضرا وتسامحا في ممارساتنا اليومية على الطرقات وعلاقاتنا البينية وعلاقاتنا بالآخر، وستسهم في تخفيض نفقاتنا على القطاعات المرتبطة بها من صحة ونقل وأمن …
شغب الملاعب ليس سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد وأية معالجة لهذه الآفة تقتضي الغوص في عمقها والمقاربة الأمنية وحدها لن تفي بالغرض اذا لم يتحمل رؤساء الأندية مسؤوليتهم بالكف عن التأجيج وكذلك بعض المنابر الإعلامية دون أن ننسى دور الآباء والمعلمين في تربية ناشئة على أن كرة القدم هي مجرد لعبة وإذا تخطت حدودها تصبح لعبة سخيفة.