adsense

/www.alqalamlhor.com

2019/03/20 - 10:09 م

بقلم عبد الحي الرايس
عبارةٌ رَدَّ بها كشافٌ صغير على قائده حين سأله أن يتبصَّرَ مواقعَ خُطاه، وينتبهَ إلى حيثً يضعُ قدمه.
وكم هي دالةٌ ومُعَبِّرةٌ، في علاقة الإبن مع أبيه، والمتعلم مع معلمه، والشعب مع حاكمه، والزعيم مع أنصاره ومؤيديه
* صَحِبَ أبٌ طفله الصغير إلى عيادة طبيب، وشكا إليه كثرةَ هُياجه وسُرعة غضبه.
سأل الطبيبُ الأبَ عن بعضِ التفاصيل، وأمْعَنَ النظر ثم قال: الوصفةُ لك، فابنك ـ إلى أن يُحَققَ ذاته وتنضج شخصيته ـ مرآتُكَ ونسخةٌ منك، راقبْ ذاتك، وتداركْ أخطاءك، ينصلحْ حالُ ابنك ومحيطك
* وشكا حاكمٌ إلى حكيم تَمَرُّدَ شعبه وانفلاتاتِ رعيته، فهمس له: تأملْ حالك معه، وانظر مدى عدلك وإنصافك ، وإصغائك واستجابتك، وسلوكِك ومُعاملتك، وحاشيتك وقراراتك، اُخْلُ بنفسك، وراجع اختياراتك، واستفد من تجارب غيرك، واستوْحِ بداياتِك من نهايات غيرك، ينِصلحِ الحال، وتَحْمَدْ حسنَ المآل.
* وكم هو رائعٌ أن يدأبَ كُلٌّ ـ من موقعه ـ على مراجعة ذاته قبل مؤاخذة غيره
إذن لاَنْصلحتْ كثيرٌ من الأخطاء ، وتُفودِيَتْ كثيرٌ من الرَّجَّات، ولسارت الأمورُ من حسنٍ إلى أحسن، ولتعززتِ الثقةُ وتحسَّنَ الظنُّ بين الناس، ولسادَ التنافسُ في صناعةِ الخير وتقويمِ الاعْوجاج.
فمتى يَعُمُّ الصلاحُ الأُسَرَ والشعوب؟ !، ومتى ينْشرُ السلامُ ألْويتَهُ في أرْجاءِ المعمور؟ !