بقلم أبوزير مصطفى ممثل سابق للطلبة بمجلس
جامعة محمد الخامس
عندما خرج مجموعة من ممثلي أساتذة التعليم العالي، وبعض ممثلي
بعض الاحزاب السياسية التي لها غيرة على مستقبل
الوطن وأبنائه، بموقف ضرورة تدريس المواد العلمية باللغات الاكثر تداولا في مجال البحث
العلمي ومن بينها اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية في إطار قانون الإطار المتعلق بالتربية
والتكوين، وهو موقف لطالما عبرنا عنه وطالبنا به كأعضاء مجلس الجامعة ممثلين للطلبة
حينما حظينا بهذا التشريف/التكليف في الفترة الانتدابية 2008-2010 حيث تشرفنا بتمثيل
الطلبة بمجلس جامعة محمد الخامس-أكدال وبالعضوية داخل مجلس تدبيرها(قبل اندماج الجامعتين).
المهم هنا هو أنه عندما طُلب منا كممثلين للطلبة داخل مجلس
الجامعة إبداء رأينا في عدد من القضايا المرتبطة بالتربية والتكوين وأن نقدم مقترحات
يتم تضمينها في التقرير الذي سيرفع للمجلس الأعلى للتربية والتكوين (المجلس الأعلى
للتعليم آنذاك) وبعد استشارة مجموعة من الطلبة انطلاقا من الحلقيات التواصلية التي
واكبنا على تنظيمها وأخذ آراء الطلبة كل من موقعه وبعد ذلك ما فتئت أن رسمت صورة تعالج
الموضوع من كل جوانبه، وأعددت مرافعة تستحضر كل ما نوقش في هذه الحلقيات التواصلية
ومن بينها معيق اللغة الذي يعاني منه جل طلبة العلوم الحقة عند ولوجهم لكليات العلوم،
وخلال هذه المرافعة تطرقت لعدد من القضايا ومن ضمنها ضرورة تغيير لغة تدريس المواد
العلمية بسلك الثانوي التأهيلي (سلك الثانوي آنذاك) ولما لا بسلك الثانوي الإعدادي
(سلك الإعدادي آنذاك)من اللغة العربية إلى اللغة الفرنسية ولما لا اللغة الإنجليزية
كما نبهت آنذاك بلسان فصيح صريح وبالمباشر بدون لغة خشب أن من يحاول استغلال حصان الدفاع
عن العربية من أجل دغدغة عواطف المغاربة بعدم المزايدة علينا كطلبة نفتخر بديننا الإسلامي
ولغتنا العربية وهويتنا المغربية والتي تناقض مايدرس به هو أبنائه؛ إن كل من يحاول التصويت اليوم ضد هذا القرار فهو يحاول
قطع الطريق على أبناء وبنات المهمشين والفئات الشعبية المسحوقة في تحقيق الريادة وتبوأ
مناصب القيادة داخل مؤسسات الدولة لأن هناك فئة تحاول أن تقبر طموحات أبناء وبنات هذا
الشعب حتى لا يزاحموا أبنائهم وبناتهم في التحصيل العلمي والترقي الإجتماعي خدمة لسياسة
إغناء الغني وأبنائه وتكليخ وإفقار الفقير وأبنائه.
لقد اعتبرت كممثل للطلبة بمجلس الجامعة آنذاك في ذات السياق،
أن هذا التغيير تفرضه مجموعة من المتغيرات :
• أولها صعوبة
اندماج الطلبة في السنوات الأولى من ولوجهم للجامعة خصوصا التخصصات المرتبطة بالعلوم الحقة.
• ثانيها المعيقات
التي تعيق وتعمق من فارق الإندماج في سوق الشغل بين أبناء العائلات التي تدرس أبنائها
تعليم فرنسي ضمن البعثات أو المدارس الخاصة المفرنسة والعائلات التي تعيش تحت وقع الفقر
والتهميش وتختار مكرهة تعليم عمومي.
لقد تحالفت قوى الهيمنة
على وضع برامج ومخططات عملت على تكليخ أبناء وبنات هذا الوطن تكبيلا لقدراتهم الذهنية
بالمزايدات الهوياتية الجوفاء، لدغدعة مشاعر المغاربة رغبة منها في قطع الطريق على
المستضعفين من أبناء الشعب المغربي، حتى لا تتبوأ المناصب والمسؤوليات العليا داخل
مؤسسات الدولة، إن الأسباب التي ذكرت استحضرت فيها الموضوعي وحتى الذاتي باعتباري أحد
الذين عانوا الويلات وتكبدوا معاناة السنوات الأولى لدخولهم الجامعة من نظام تعليمي
يعاني سكيزوفرينية (الفصام ) بتدريسنا نحن الذين درسنا بالمدرسة العمومية لمجموع المواد
العلمية – الرياضيات، العلوم الفيزيائية وعلوم الحياة والأرض- باللغة العربية، لنفاجئ
بعد حصولنا على البكالوريا بأن هذه المواد العلمية تدرس باللغة الفرنسية في الجامعة المغربية أو باللغة
الانجليزية في مستوى التعليم العالي على المستوى الدولي، مما يعقد مواصلة الدراسة بشكل
عادي بالنسبة لهؤلاء الطلبة الذين لديهم طموح مواصلة دراستهم سواء داخل أرض الوطن أو
خارجه، مما يساهم في إحباطهم وقتل الأمل لديهم
،لأنهم يصطدمون بواقع النقص في اللغة، الشيئ
الذي يعد عائقا لعدد من كفاءات هذا الوطن من
طبقة أبناء المغاربة المسحوقين، عكس أبناء طبقة الميسورين الذين يدرسون في البعثات
و المدارس الخاصة المفرنسة، مما يجعلنا كأبناء الفقراء رغم حصولنا على الشواهد العليا
عرضة للتهميش والإقصاء وبالتالي يحكم علينا بالبطالة والعطالة
هذا النقاش وهذه المقترحات يمكن لمن يحب الإطلاع عليها فهي
توجد ضمن محاضر مجلس جامعة محمد الخامس-أكدال خلال الفترة الانتدابية 2008/2010 ضمن
أرشيف جامعة محمد الخامس-الرباط.
ختاما أيها الأحرار والأخيار الشرفاء أبناء هذا الوطن الفقراء
فلنقل بعد هذا البيان والبرهان كفانا نفاقا أيها الإخوان لأن دغدغة العواطف باسم الدفاع
عن العربية مبعثه الرئيسي هو الحصول على الأصوات الانتخابية لا أقل ولا أكثر أما تعليم
أبناء المغاربة الفقراء والمسحوقين فآخر ماتفكرون فيه أيها الملهوطين؛ ولنقف جميعا
أيها الأحرار أيتها الحرائر ضد هذه المؤامرات
التي تُحَاكُ ضد أبناء وبنات الشعب المسحوقين والمهمشين الذين لا حول ولا قوة لهم؛
وانتهى الكلام....