نقلت وسائل إعلام
فرنسية، اليوم الاثنين، تصريحا لوزيرة العدل الفرنسية، نيكول بيلوبي، أكدت فيه أنه
من أصل 8700 شخص تم وضعهم تحت الحراسة النظرية منذ بداية هذه الحركة الاحتجاجية، صدرت
أحكام قضائية في حق ألفي شخص، 40 في المائة منهم حكم عليهم بعقوبة سجنية نافذة، و60
في المائة حوكموا بأشكال أخرى من العقوبات (الخدمة المجتمعية، مع وقف التنفيذ، وغيرها).
وأشارت الوزيرة، أيضا، إلى أنه لم يتم بعد إصدار أحكام في حق ما يقرب من 1800 شخص،
تم اعتقالهم خلال المظاهرات التي يتم تنظيمها بفرنسا كل يوم سبت، منذ أزيد من أربعة
أشهر. يشار إلى أن الحكومة الفرنسية، التي تعرضت لانتقادات بشأن إدارتها لهذه الأزمة
غير المسبوقة، قررت اعتماد مقاربة حازمة لمواجهة هذه الاحتجاجات، وذلك من خلال حظر
المظاهرات، منذ السبت الماضي، في بعض المواقع الحساسة، بعدة مدن فرنسية، فضلا عن تشديد
العقوبات ضد المعتدين على المنشآت العامة.
وكانت الشرطة الفرنسية
قد أطلقت الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في باريس، كما اندلعت اشتباكات في مدن فرنسية
أخرى أمس الاول السبت ضمن احتجاجات أصحاب «السترات الصفراء» التي تتواصل للأسبوع التاسع
عشر على التوالي ضد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وعلى الرغم من
نشر وحدات من الجيش للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات لدعم الشرطة، لم يصل نطاق الاضطرابات
إلى ما حدث السبت الماضي عندما وقعت أعمال نهب وتخريب في شارع الشانزليزيه.
وكانت الاحتجاجات
بالعاصمة سلمية إلى حد بعيد حتى أطلقت الشرطة بعد ظهر السبت الغاز المسيل للدموع على
المحتجين قرب ساحة ستراسبورج. وأضرم بعض المحتجين النار في صناديق القمامة.
ووقعت مناوشات
أيضا في مدن منها ليل في شمال فرنسا وليون ونانت وتولوز ومونبلييه ونيس.
ومُنع المتظاهرون
من التجمع في الشانزليزيه امس الاول السبت وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إن
السلطات تعاملت مع أحدث الاحتجاجات بشكل جيد رغم حدوث اضطرابات.
وعلى الرغم من
منع المتظاهرين من التجمع في الشانزليزيه، احتشدوا بأنحاء أخرى من العاصمة للسير إلى
جنوب باريس ومن هناك عبروا نهر السين إلى أن وصلوا إلى كنيسة القلب المقدس في الشمال.
وتحولت حركة «السترات
الصفراء» إلى رد فعل عنيف وأوسع نطاقا ضد حكومة ماكرون رغم إلغاء الحكومة ضرائب الوقود
التي أشعلت الاحتجاجات في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال كاستانير
إن الشرطة صادرت مواد مثل مضارب البيسبول والأقنعة من مشاغبين محتملين.
وأضاف أن
40500 متظاهر خرجوا في مختلف أنحاء فرنسا امس الاول السبت بزيادة عن 32300 في الأسبوع
الماضي. وفي باريس انخفض عدد المتظاهرين إلى خمسة آلاف بعد أن كان عشرة آلاف السبت
الماضي.
وأثرت الاحتجاجات
على الاقتصاد الفرنسي إذ خفضت البلاد توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2019 إلى 1.4 في
المئة من 1.7 في المئة.