في كل مرة تتعالى فيها أصوات الانتقادات ضد أداء المجلس الجماعي
لمدينة فاس، يفقد العمدة الأزمي بوصلته، ويصدر تصريحات يوزعها ذات اليمين وذات الشمال، مهددا ومتوعدا بإخراس
المنتقدين وإغلاق أفواههم، ورفع دعاوي قضائية ضدهم، مرددا قولة لازمته بأن المنتقدين يقومون بـ "خدمة
الفساد" و "الارتشاء" و "الابتزاز"، وينعت انتقاداتهم بـ
"الحملات المغرضة". وقد سبق أن قال الأزمي، في ذروة إحدى غضباته: "سنخرس
هذه الأفواه البئيسة"، و "سنكون لها بالمرصاد"، و "سنغلقها بشكل
نهائي"؛ ولكن ما بجب أن يعلمه العمدة قبل نفث كل هذه التصريحات، أن
ما آلت إليه الأوضاع بمدينة فاس، جعلت العيش فيها يتأزم بسبب ضيق العيش وارتفاع نسبة
البطالة وقلة فرص الشغل وتراجع جمالية ورونق المرافق العامة. وأن المسؤولية التاريخية
تقتضي من المجلس الجماعي فتح حوار جاد ومسؤول مع إشراك كل الفرقاء الاجتماعيين، وأن
المطلوب هو وضع برامج واقعية وملموسة، للحد من البطالة وفتح أوراش لتوفير الشغل والابتعاد
عن أسلوب المماطلة والتسويف الممل.
ومع كل المآسي التي تعيشها المدينة، أغلق سوق الأسماك، واضطر
التجار إلى بيع سلعهم بالقرب من الأزبال والمتلاشيات، فيما دخل سوق الجملة للخضر والفواكه
في أزمة غير مسبوقة، حيث بعد العجز الكبير عن إيجاد الحلول لهذا الملف، حيث يطالب التجار المجلس الجماعي لفاس بالتدخل العاجل لإيقاف التسيب
والفوضى العارمة، التي يعرفها السوق ومحيطه، والقضاء على الأسواق العشوائية، التي تبيع
السلع بالجملة خارج إطار السوق، ما يضرب معيش مستخدميه ويساهم في تشريدهم. وتحدثوا
عن الانعدام التام للمرافق الصحية والأمنية والخدماتية بالسوق، والظروف المزرية للأشتغال
فيه بدء من النظافة والسلامة الصحية، وغياب جودة الخدمات الطبية اللازمة، سيما أمام
المخاطر التي يتعرض لها العاملون في السوق، واحتمالات إصاباتهم بجروح خطيرة.
كل هذه المطالب بسيطة وسهلة التحقق، وقد صرح السيد ادريس
ابلهاض الكاتب الاقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب النقابة، التي تنشط تحت لوائها
جمعية تجار الخضر والفواكه بالجملة، خلال برنامج "فاس تحت المجهر"، الذي
تبثه إذاعة راديو بلوس فاس الإذاعية، أن عمدة فاس إذا لم يستطع التعاطي مع هذا الملف
البسيط، فكيف له أن يعالج الملفات الحارقة..؟.
هذا، وأشار الكاتب الإقليمي ل UGTM بفاس، إلى أن العمدة عوض أن ينزل إلى طاولة الحوار،
ويعد الحلول الواقعية والملموسة، ويساهم في تليين الموافق من أجل الوصول إلى حل متوافق
عليه، فضل أن يدع كل هذا ويحول الملف إلى دعوى قضائية ضد كل من ادريس أبلهاض الكاتب
الاقليمي، والخناتي رئيس جمعية تجار الخضر والفواكه بسوق الجملة بنسودة.
من جهته حمل السيد حسن العلوي الخناتي في ذات البرنامج، مسؤولية
ذاك العبث، الذي يضر بكل العاملين بالسوق، من تجار وموظفين وعمال باعتبارهم المحرك
الرئيسي لهذا السوق، إلى المجلس الجماعي، الذي فشل فشلا ذريعا في إيجاد الحلول اللازمة
لهذا الملف.
ويشار في هذا الإطار، أن الأزمي ليست هذه المرة الأولى وربما
لن تكون الأخيرة، التي يلجأ فيها إلى القضاء من أجل معالجة ملفاته، فأمام أنظار القضاء
هناك العديد من الملفات، التي ينتصب فيها رئيس المجلس الجماعي لفاس طرفا فيها.