بقلم الصديق مكوار
مامن شك أن مواقع التواصل الإجتماعي فايسبوك ،انستغرام، واليوتوب
…قد فتحت الباب على مصراعيه لأشكال ونماذج بشرية من أجل الإنتشار والشهرة متجاوزة القنوات
التقليدية التي كانت تؤدي الى الشهرة كالتلفزيون والسينما والجرائد….ومتجاوزةأيضا المعايير
التقليدية من ضرورة التميز إبداعيا أوفنيا او فكريا… هكذا وجدنا فجأة أن لا شعر درويش
ولا ألحان موزار ولا فلسفة سارتر قادرة على منافسة نيبا والإكشوان اكنوان…..
مع هذا المعطى الجديد، أصبح “الطوندونس ” واعتلاء عرشه على
اليوتوب هو مقياس “النجاح” وفي ذلك تورط و تنافس فنانونا وأشباه فنانينا ونكراتنا وعاهاتنا،
حيث أصبح الكل سواسية أمام اليوتوب، حيث لاصوت يعلو على صوت “البوز” لاحاجة بعد اليوم
لشاعر يكتب الكلمات ولا لملحن درس الموسيقى بالمعاهد العليا ولا حاجة لصوت طروب ولاحاجة
لبطاقة فنان لتمارس عاداتك الإبداعية ولا حاجة لأساتذة يشهدون لك …أنت فقط بحاجة لأن
تبحث في ذاتك وجسدك عن جزء تعريه، وعن قاموس ألفاظ قبيح تلفظه بكل وقاحة أو تبحث لك
عن فضيحة ترجو الله أن لايسترها، وهاأنت فوق عرش الطوندونس! لايهدد سقوطك من فوقه سوى
تحريكة من أرداف الشيخة تسونامي أوإحدى أغاني ساري كول.
كل المؤشرات تؤكد أن هذه الظاهرة مرشحة لأن تلقي في وجوهنا
المزيد من النفايات والترهات..
وفي جميع الأحوال، تبقى هذه ظاهرة تستحق التأمل والتساؤ والقراءة
من أجل إيجاد السبل لحماية أطفالنا ومستقبلهم من التسفيه والتمييع، وأولى هذه الخطوات
أن يصمد المستنيرون منا أمام هذه الموجة وإن كان بعضهم للأسف يحاول أن يقنعنا بأن هذا
هو اتجاه المغاربة وطوندونسهم، نحن هنا لنقول: لا ياسادة المغاربة لايمثلهم لا اليوتوب
ولا الفايسبوك، انزلوا إلى الى القرى والمداشر وإلى الجبال والسفوح، انزلوا إلى الأسواق
،ادخلوا إلى البيوت ،احضروا أفراحهم وأحزانهم وستكتشفون أن مايشغل المغاربة فعلا هو
لقمة عيشهم، صحتهم ،تعليم أبناءهم،كرامتهم ،عزتهم،وغيرتهم على هذا الوطن الذي وإن انتقدوه
فلأنهم يعرفون ويؤمنون أن مكانته ينبغي أن تكون في مقدمة الأمم، وليس في مؤخرة الشيخة
الطراكس.