adsense

/www.alqalamlhor.com

2018/12/17 - 4:54 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
إذا كان من واجب أي مواطن الاعتراف بالجميل وتقديم الشكر والعرفان لكل من يقوم بما يبني حاضر بلده ومستقبل أبنائها لأن التقدير والاحتفاء والإعلاء ، هو تقدير لقيم ومبادئ ونماذج تلهم الأجيال الجديدة ، فإن من واجب المواطنة يلزم كل غيور على وطنه ، بأن ينبه المسؤولين للقصور و العوار الذي يشوب سير انجاز أي مشروع يزيغ عن أهدافه ويفضح أسباب تعثره، كما هو الحال بالنسبة لساكنة حي أكدال بالرباط التي بقدر ما غمرتها السعادة ، بإنطلاق مشروع تهيئة شوارع القرب بالحي وتتقدم بالشكر والإمتنان لكل من كان وراء إخراجه  للوجود ، وكل من ساهم في هذا الإنجازه الذي لاشك سيجمل منظر الحي العام ويحسن بيئته ، بقدر ما ملأهم الأسى والحزن الشديد الذي أقلقهم وسوّد أيامهم ، ليس بسبب ضوضاء الات الحفر وجرارات الدك ، كما يمكن أن يتبادر إلى بعض الأذهان ، وليس بسبب الأدخنة المنبعثة من عادمات السيارات والشاحنات الحمل والتفريغ الضخمة ، وليس كذلك بسبب الغبار الكثيف الذي يحنق الأنفاس ويصيب مستنشقيه بكل مصايب الربو و"الضيقة" والمتطاير من الأشغال المتواصلة ليل نهار ، لإنجاز مشروع  تهيئة شوارع القرب بالحي ، التي تتمسكة الساكنة المواطنة به رغم ما تعيشُ معهمن أنهاك ، والذي جعلها كالمريض الذي يتعايش مع مرضهِ ليبقى على قيدِ الحياة،  ولكنه ، وبكل أسف، بسبب التعامل الفاضح الذي يتحمل فيه بعض مراقبي سير الأعمال، مسؤولية تكريس اللاعدل المفضوحة واللامسواة الفاضحة بين المواطنين ، استجابة لحسابات معيَّنة ، لا يحتاج إكتشافها لذكاء خارق ، أو نباهة كبيرة ، ويكفي النظر إلى واقع الأشغال حولنا لنرى بوضوح أنه يُعتمد فيها القاعدة الذهبية المشهورة "باك صاحبي " بكل ما تختزله من معاني الوساطة والمحسوبية والزبونية واستغلال النفوذ وسلطة المال والمركز وما يعرف في دارجتنا بـ"المعارف والمغارف والوجهيّات "،المنتشرة على نظاق واسع في مجتمعنا ، والتي كانت هي وراء ما يعرفه المشروع من انتقائيّة تعسّفية، واصطفائية وانتخابية  للاموضوعية ، وتحيز للامشروع  في اصطفاء إصلاح أرصفة المحادية لعمارات ومحلات الوجهاء وذوي النفوذ والمال، وتقديمها على قبل غيرها من أرصفة الساكنة العاديين، دون أسباب منطقية ، أو أسانيد تقنية تحتم ذلك التمييز ، غير أسلوب المحسوبية والزبونية ، السلوك الذي يوقد نار الكراهية ونبد الآخر ، الذي ابتليت بنحسه فئة من بني جلدتنا تفسد في الأرض ولا تصلح.
إن أشد ما يؤلم الإنسان المتضرر عامة ، وساكنة أكدال اليوم ،هو ألا يجد لمن يشكو مضاره ، فيضطر لتقديمها  للـ"الفاس بوك" بعد لله ، علها تصادف مسؤولا نزيها يرجع الأمور إلى نصابها ، وينصف من تضررمن ساكنة اكدال..