بقلم عبد الحي الرايس
ستعرف الأجيال طريقها، وتُحقق ذاتها وتُؤتي
عطاءاتها وسيستقيمُ للتنمية مسارُها وتستعيدُ القِيَمُ حضورها وتُشرق الثقافة بنورها.
لن يحدث هذا صدفة عند من اختاروا التعاقدَ
المباشرَ مع من ألحقوهم بالصفوف ليباشروا رسالة قدسية يُرْهَنُ بها مصيرُ أجيالٍ ومُستقبلُ
أمَّة.
وإنما حدث ويحدثُ عند من اتضحت أمامهم معالم
الطريق، وأيقنوا أن لا تربية، ولا تعليم، ولا استقرار ولا تنمية إلا بحُسن انتقاء المعلمين
وتعهُّدِهم بالتأهيل والتكوين واستمرارية التكوين، وبَعْثِ الطمانينة في نفوسهم بعالي
الأجر وكامل الاعتبار والتكريم، فأنتجوا من ذلك خير الأجيال وعبَّدوا للتنمية أسرع
مسار.
ـ وما ذا يحدث لو أن أثرياء بلد حاكمين وميسورين قرروا أن
يتنافسوا في توظيف ما زاد عن يُسْرهم ورفاههم في إيواء المشردين وإيجاد الشغل للعاطلين،
وتعبأوا لبناء الوطن في أقاصيه، وتأهيل المواطن في كل مناحيه؟
ستعرف البلاد استقرارها ويَعُم الخيرُ ربوعها
وتنتفي فيها عوامل التظلم ومُسبباتُ الْحَرَاك.
وأكيد أن هذا أيضاً لن يحدث صدفة، بل وسيبدو
عند البعض ضرباً من الطوباوية والخيال وصناعةِ الأحلام ولكنه حدث ويحدث عند أقوام أيقنوا أن السبيل
إلى النماء والسلام لا يتحقق بالتنافس في الإثراء المشروعِ وغيرِ المشروع، وإنما في
تأمين العيش الكريم للجميع بتفاوتٍ معقول، لا بحيف وجور
وعندما يقترنُ حب الوطن بهاجس القيم فإن
الجميع ينخرط في البناء وتصيرُ القيمة السائدة نكران الذات.
في بلدان بلا أديان أيقنوا أن لا سبيل إلى
تجاوز الصراعات والثورات ونشر ألوية التسامح والسلام إلا بإحقاق الحق ونبذ الباطل
وفي بلدان تدين بالإسلام خيرِ الأديان يكفي
لتحقيق الصحوة ولمِّ شمل الأمة تَمَلِّي الآية الكريمة:
"والذين يكنزون الذهب والفضة ولا يُنفقونها
في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم".