بقلم عبد الحي الرايس
هي ساعةٌ تَجعلُ النفوسَ حائرةً تائهة،
تَجري في لُهاثٍ وسباقٍ لا يَنْجُمُ عنهما غيرُ مُضاعفةِ الإجْهاد والإرْهاق
تَقدَّمَ أقْوامٌ بِرفْع شعار: نَسْتريحُ
لنعمل
فصاروا يَجِدُّون ويعملون، يُبْدعون ويُطوِّرُون
، يُنْتِجُون ويُنافِسون، قرَّبُوا الحاجيات، ويَسَّرُوا الْخِدْمَات، ووفَّرُوا ظروفَ
التعليم المُجدِي والعملِ الْمُنتِج، تَعهَّدوا التميُّز ومَكَّنُوا من تحقيق الذات،
وجعلوا الحياةَ مِضماراً للسباق في تنافسٍ بنَّاء، فإذا آنَ أوانُ الراحة، كانت فرصةً
لتجديد النشاط ، والتأهبِ لرفع مُعدَّل الإنتاج
وحذار من أن يصيرَ شعارنا: نَجْهَدُ لِنَكْسَل
فإذا عكسْنا الآية، وصار المتعلمون يٌمْضُونَ
سحابة يومهم في تعب ونَصَب، استنْفدوا الجهدَ وأحسُّوا بِالْوَهَن، وحنُّوا إلى الكسَل
تنظيم ُالوقتِ وحسنُ الاستفادةِ منه عَوْنٌ
على جودة التعليمِ وحُسْنِ التحصيل.
واستحضارُ الحاجات النفسية والمتطلباتِ
الصحيةِ والجسديةِ للمتعلمين وكافَّةِ العاملين مُلْزِمٌ بإعادة النظر في تدبير الزمن
ليكون باعثاً على العمل، مُرِيحاً للنفسِ والجسد
وهذا يُحِيلُ على ساعةٍ يُجْمِعُ الكثيرون
على أنها جائرة، فإنزالُها يَطبعُهُ الارْتجال من غير توفير مُتطلبات ومستلزمات، ولا
تحسُّبٍ لإكراهات وتداعيات، على مستوى الصغار والكبار، الأفراد والعائلات
وعينُ الصواب أن يكون الاحتكامُ إلى رأي
الجمهور، والأخذُ بساعةٍ تتلاءمُ مع موْقع الْقُطر في المَعْمور، فمعها الاطمئنانُ
والأمان.
ولْينْصرفِ الاهتمامُ إلى توفير الأجواء
الْحَقَّة الكفيلةِ برفع مستوى التعليم، فهو الضامنُ للاستقرار، والْعَوْنُ على تحقيق
كل تقدم وازدهار.